صراعات ونزاعات مسلحة في أوروبا.. توتر ساخن على جبهة ثالثة «كوسوفو ـ صربيا»

كتبت/مرثا عزيز
قبل أن تنطفىء نيران المواجهة العسكرية فوق إقليم «ناغورنو كارباخ»، ويتجمد الصراع بين أذربيجان وأرمينيا ـ ولو مؤقتا ـ خيّم االتوتر الساخن على جبهة «كوسوفو ـ صربيا»، منذ الأحد الماضي حينما قاتلت شرطة كوسوفو نحو 30 صربيا مدججين بالسلاح اجتاحوا قرية بانيسكا في كوسوفو وتحصنوا في دير أرثوذكسي صربي، وقُتل 3 من المهاجمين وضابط شرطة، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
3 جبهات ساخنة في أوروبا
وطالبت كوسوفو، أمس السبت، صربيا بسحب قواتها من الحدود المشتركة بينهما، قائلة إنها مستعدة لحماية وحدة أراضيها، وذلك في وقت تستمر فيه المعارك في أوكرانيا (الجبهة الأولى)، وتحاول فيه أذربيجان إنهاء أزمة جيب ناغورنو كاراباخ بشكل نهائي (الجبهة الثانية)، فمع التطورات التي يشهدها إقليم ناغورني كاراباخ، منذ سيطرة القوات الأذربيجانية عليه الأسبوع الماضي، واستمرار موجات النزوح إلى أرمينيا، تبادلت كل من موسكو وواشنطن الاتهامات بزعزعة الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز.
وزارة الخارجية الأميركية اعتبرت أن روسيا أظهرت أنها ليست شريكا أمنيا يمكن الاعتماد عليه، بعدما اتهمتها أرمينيا بعدم التدخل عند استيلاء القوات الأذربيجانية، على ناغورنو كارباخ.
مخاوف أوروبا من اشتعال جبهة ثالثة
وذكرت رويترز، بينما أثار الاشتباك المسلح بين شرطة كوسوفو، ونحو 30 صربيا مدججين بالسلاح اجتاحوا قرية بانيسكا في كوسوفو، مخاوف أوروبا من اشتعال جبهة ثالثة داخل القارة العجوز..وقالت الولايات المتحدة، إنها تراقب انتشارا مقلقا للجيش الصربي بطول حدود كوسوفو وإن هذا الانتشار يزعزع استقرار المنطقة.وتحسبا لاشتعال جبهة «كويوفو ـ صربيا»، قال حلف الناتو، الذي تنتشر 4500 من قواته في كوسوفو، إنه «وافق على نشر قوات إضافية للتعامل مع الوضع الراهن»
كوسوفو طالبت بسحب قوات صربيا من الحدود
وقالت حكومة كوسوفو في بيان نشرته رويترز:«ندعو الرئيس فوتشيتش ومؤسسات صربيا إلى سحب جميع قواتها فورا من الحدود مع كوسوفو»..وأضافت «نشر قوات صربية بطول الحدود مع كوسوفو هو الخطوة المقبلة من صربيا لتهديد وحدة أراضي بلادنا».
وأضاف البيان «حكومة جمهورية كوسوفو على اتصال مستمر مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بهذا التهديد الخطير من صربيا»
حسابات الاستقرار في كوسوفو
ويرجع قلق أوروبا من فتح جبهة ثالثة، بحسب صحيفة «لوبس» الفرنسية، أيضا إلى حسابات الاستقرار في كوسوفو التي توجد بها أغلبية من ذوي الأصول الألبانية والتي أعلنت الاستقلال عن صربيا في 2008 بعد انتفاضة مسلحة وتدخل لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في 1999.
بينما قال الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إنه لا يعتزم إصدار أمر لقواته بعبور الحدود إلى كوسوفو لأن تصعيد الصراع من شأنه الإضرار بتطلعات بلغراد إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.