جيش الاحتلال يأمر سكان غزة بإخلائها قسرًا ويدفع بحشود عسكرية.. والفلسطينيون يرفضون

كتبت/مرثا عزيز
أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، كل سكان منطقة شمال غزة بإخلائها، والتوجه الى جنوب القطاع، خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة، مع دخول الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة يومها السابع، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ودعا الجيش في بيان «كافة سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حمايتهم والتواجد جنوب وادي غزة»، مؤكدا أنه «لن يُسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك».
وأكد جيش الاحتلال للسكان ضرورة «التوجه جنوبًا حفاظًا على أمنكم الشخصي وأمن عائلاتكم»، مشددا على أنه «ممنوع الاقتراب من منطقة السياج (الحدودي) مع إسرائيل».
وأشار الى أنه سيواصل «في الأيام القريبة العمل بشكل ملموس في مدينة غزة»، ويعتزم «الامتناع عن التعرض إلى المدنيين»، متهما حماس باستخدام سكان القطاع «دروعا بشرية»” والاختباء في الأنفاق وداخل مباني مكتظة بالسكان الأبرياء.
وفي ذات السياق، دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية على الحدود مع قطاع غزةحماس ترفض

وأثار القرار الإسرائيلي، موجة من ردود الفعل الواسعة في الداخل الفلسطيني، ودعوات لأهالي القطاع بعدم الاستجابة لقرار الاحتلال، حيث دعت حركة حماس إلى عدم التعاطي مع دعوة إسرائيل لإخلاء شمال غزة من سكانه، معتبرة أن هذا القرار هدفه إحداث بلبلة والمس بتماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية.

وقالت الحركة في بيان: «شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر».

 

رجل فلسطيني من عائلة الأغا يحمل جثمان طفله الذي استشهد في قصف إسرائيلي - رويترز
فلسطيني من عائلة الأغا يحمل جثمان طفله الذي استشهد في قصف إسرائيلي – رويترز
حرب نفسية
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال يعمل على تدمير الروح المعنوية والجبهة الداخلية، مطالبا المواطنين بعدم الاستجابة لهذه الدعوات أو التحرك من أماكنهم.

وأكد في بيان له، أن كل محافظات قطاع غزة سواء شمال أو جنوب قطاع غزة هي محافظات مستهدفة، وإن عملية النزوح أو الرحيل من الشمال إلى الجنوب هي عملية غير منطقية وتشكل خطراً على حياة المواطنين الكرام.إبادة جماعية
وقال مراسلنا، إن قرار الاحتلال الإسرائيلي، بإخلاء مدينة غزة، سيزيد من حدة الأزمة ومن معاناة الأهالي، معتبرا أن تطبيق هذا القرار في غاية من الصعوية، في ظل وجود أطفال ونساء وكبار السن.وأشار إن إسرائيل تحاول جاهدة فصل شمال غزة عن جنوبه، مما سيكون له بالغ الأثر على أبناء القطاع، مشيرا إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف التصعيد الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية في غزة.

عواقب كارثية
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان «ترى الأمم المتحدة أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذه الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة».
وأضاف «الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي».

وتابع دوجاريك أن الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يسري أيضا على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في منشآت تابعة للمنظمة بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريكوأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن وكالتها لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستنقل مقرّ عملياتها وموظفيها الأجانب إلى جنوب قطاع غزّة.
وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على منصة «إكس» أنها «نقلت مقرّ عملياتها المركزية وموظفيها الدوليين إلى الجنوب لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعمها لطواقمها واللاجئين الفلسطينيين في غزة».

بريطانيا تطالب رعاياها بالتحرك

وحدثت وزارة الخارجية البريطانية يوم الجمعة إرشادات السفر لتطلب من مواطنيها في غزة اتباع نصائح جيش الاحتلال والانتقال إلى جنوب غزة خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
وجاء في التحديث المنشور على الموقع الإلكتروني للحكومة أن «الجيش الإسرائيلي طلب صباح يوم 13 أكتوبر/ تشرين أول من جميع سكان غزة في شمالي وادي غزة التحرك إلى جنوب غزة خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة».
«ننصح باتباع هذه النصيحة الصادرة عن السلطات الإسرائيلية. نحن ندرك أن هذا الوضع سريع التغير وينطوي على مخاطر كبيرة».

 

وخلال الأيام الماضية كثفت قوات الاحتلال قصفها عبر الجو والبر والبحر على قطاع غزة مركزة على تجمعات معينة بهدف تهجير سكانها، وفعليا نزح أكثر من 340 ألف نسمة من منازلهم لمراكز إيواء وأقارب لهم في مناطق أخرى، خاصة من المناطق الشرقية للقطاع إلى عمق المدن، غير أن الكثير من الشهداء والإصابات سجلت في استهداف مراكز إيواء أو منازل لجأ إليها نازحون.