بعد ملاحقته قضائيا.. هل تتضاءل فرص «المتهم ترمب» في انتخابات الرئاسة الأميركية؟

كتبت/مرثا عزيز
لم يعد دونالد ترمب مجرد رئيس أميركي سابق فقط، وإنما بات أول من جاء على رأس السلطة في أكبر دولة بالعالم، يتم معاملته كأي متهم آخر، حينما حل في سجن مقاطعة فولتون في جورجيا، يوم الخميس الماضي.
ففي الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى استعادة منصبه مرة أخرى، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية، المقرر إجراؤها في 2024، بعد غياب عن البيت الأبيض منذ الإعلان عن فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات التي جرت في نوفمبر من العام 2020، تتداعى عليه الملاحقات في قضايا عدة، ما يطرح تساؤلا: هل تتضاءل فرص ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية جراء تلك الملاحقات؟
توقيف ترمب
أعلنت السلطات الأميركية، يوم الخميس الماضي، توقيف ترمب بتهمتي الابتزاز الانتخابي والتآمر.
ووصل الرئيس الأميركي السابق إلى سجن في أتلانتا، حيث سلم نفسه إلى سلطات ولاية جورجيا التي اتهمته بمحاولة التلاعب بالانتخابات الرئاسية لعام 2020.
ترمب الذي احتُجز في السجن طوال 25 دقيقة، تم التقاط صورة جنائية له وأخذ بصماته وفقا للإجراءات المتبعة، قبل الإفراج عنه بعد دفع كفالة مالية قدرها 200 ألف دولار.قضايا أخرى
وهذه ليست القضية الوحيدة التي يُحاكم فيها الرئيس الأميركي السابق، فثمة اتهامات أخرى يواجهها ترمب تتعلق بالاحتفاظ بوثائق سرية، وهناك أدلة تثبت التآمر على إخفائها، والكشف عن بعضها لأشخاص لا يحق لهم الاطلاع عليها.
لكن ترمب وصف هذه الأدلة وهذه الاتهامات بأنها «سخيفة»، مؤكدا أنها لن توقف قطاره الانتخابي عن المضي قدما.
وهناك جملة من القضايا الأخرى التي يواجه فيها ترمب اتهامات بالاختلاس الضريبي أو ارتكاب أعمال اغتصاب، مع اتهامات بدفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، التي أكدت أنها أقامت علاقة جنسية مع ترمب، وأنها حصلت على 130 ألف دولار من محاميه قبل انتخابات عام 2016 مقابل صمتها بشأن هذه العلاقة.
كما قالت هيئة محلفين أميركية إن ترمب اعتدى على الكاتبة إي. جين كارول جنسيا في التسعينيات ثم شوه صورتها من خلال وصفها بأنها كاذبة.
هل تتضاءل فرص ترمب في الانتخابات؟
بينما يُنظر إلى هذه القضايا على أنها قد تشكل انتكاسة قانونية لترمب في أثناء حملته الانتخابية، إلا أنه وعلى العكس تماما، كشف استطلاع، في يونيو الماضي، أن ترمب يكتسب شعبية أوسع كلما زادت القضايا التي تطارده، حتى إن نسبة التأييد له وسط القاعدة الجمهورية بلغت أكثر من 60%، بينما بقي أقرب منافسيه، رون دي سانتيس، حاكم فلوريدا، بعيدا عنه بـ40 نقطة، ولم يستطع نائب الرئيس السابق مايك بنس أن يحظى بأكثر من 4% من أصوات الجمهوريين.ترمب الذي يعتبر الاتهامات التي تُكال إليه جزءا من «مطاردة سياسية» تقصد حرمانه من الفوز بالرئاسة الأميركية، مثلما سرقت الفوز منه في السابق، بحسب ما يرى، لن يتراجع عن مواصلة السعي لخوض الانتخابات، وما من قانون يمنعه من ذلك، حتى ولو قاد حملته من وراء القضبان.
لكن هل تستغل حملة منافسه المحتمل، جو بايدن، هذه القضايا لضربه في مقتل، وإبعادة لولاية جديدة عن البيت الأبيض؟
في هذا السياق، قال سيدريك ريتشموند، وهو أحد كبار مساعدي بايدن في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2024، اليوم الأحد، إن الحملة لن تركز على القضايا المرفوعة على المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترمب، الذي وجهت له 4 لوائح اتهام تتضمن تهما جنائية.
وأكد سيدريك ريتشموند، في مقابلة تلفزيونية، أن الحملة لن تركز على المشكلات القانونية التي تواجه دونالد ترمب.