تهدد نظام القطب الواحد.. العالم يترقب قمة أهم تكتل اقتصادي (بريكس)

كتبت/مرثا عزيز
تتجه أنظار العالم إلى مدينة «جوهانسبرغ» ـ أكثر المدن ازدهارًا في جمهورية جنوب إفريقيا ـ والتي تستضبف «قمة البريكس» الـ15 خلال الفترة من 22 إلى 24 اغسطس / آب الجاري، بمشاركة قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ويمثل روسيا وزير خارجيتها سيرجي لافروف، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيشارك في القمة عبر الفيديو كونفرنس.

ويأتي ذلك بعد جدل طويل حول إمكانية حضور بوتين لقمة بريكس، رغم طلب المحكمة الجنائية الدولية، القبض على الرئيس الروسي على خلفية اتهامات تتعلق بالحرب في أوكرانيا.
عملة «بريكس» تهدد عرش الدولار
قمة «البريكس»، تنعقد في ظل مناخ ينبئ بتغييرات مفصلية في العالم، وسط أنباء عن استعداد بلدان المجموعة الاقتصادية الصاعدة لبحث إنشاء عملة مشتركة كأحد الموضوعات الرئيسة التي سيتم طرحها على جدول الأعمال.. وربما لذلك دعا رئيس جنوب أفريقيا (بتوافق الآراء من زملائه قادة بريكس) سبعة وستين (67) زعيما من أفريقيا وجنوب العالم لحضور «حوار بريكس – إفريقيا»، وحوارات «بريكس بلس»، ويغطي القادة جميع قارات ومناطق جنوب الكرة الأرضية.

العالم يترقب، وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، مخرجات القمة، حول إصدار العملة الجديدة كبديل للدولار الأمريكي، خاصة بعد أن أصبح «بنك التنمية الجديد»، التابع للمنظمة حديث الخبراء، باعتباره بمثابة البديل عن البنك الدولي وصندوق النقد، بعد أن بلغ رأس ماله 50 مليار دولار وسيبلغ 100 مليار دولار خلال العام 2023.. ومما دفع بالتوقعات داخل الدوائر المالية العالمية بأن: عملة «بريكس» تهدد عرش الدولار.. والبنكنوت الأخضر يواجه خطر الاستبدال خلال قمة «بريكس» المقبلة في جوهانسبرغ.
محموعة بريكس: 40% من مساحة العالم و40% من سكان الأرض
وأصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، وقد تجاوزت رسميا مجموعة السبع من حيث نصيبها من إجمالي الناتج العالمي..وتشكّل دول مجموعة بريكس مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى 31.5%، بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7%.البداية..تحرك ينهي نظام القطب الواحد
بدأت فكرة تأسيس مجموعة «بريكس (BRICS) » على أساس تكتل اقتصادي عالمي، في شهر سبتمبر/أيلول 2006، حينما عُقد أول اجتماع لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ثم أعلن الرؤساء تأسيس تكتل اقتصادي عالمي من شأنه أن يكسر هيمنة الغرب وينهي نظام القطب الواحد الذي تتزعمه أميركا، وذلك من خلال التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي العالمي وإصلاح المؤسسات المالية، وكذلك مناقشة الكيفية التي يمكن بها للبلدان الأربعة أن تتعاون فيما بينها على نحو أفضل في المستقبل.
ومع انضمام جنوب أفريقيا رسميا إلى هذا التكتل الرباعي، بمناسبة القمة الثالثة للمجموعة، التي عقدت في الصين يوم 14 أبريل/ نيسان 2011، غيّرت المجموعة اسمها إلى كلمة «بريكس» عوضا عن «بريك»..

وكلمة «بريكس (BRICS) » بالإنجليزية عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول.