الصيف يفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

متابعه/مرثا عزيز
تتنوع أصناف المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومع حلول فصل الصيف، تزداد المعاناة ويتفاقم الألم، ولا يجد الأسرى ما يقيهم الحر وإجهاده، وما يحميهم من أمراض الصيف وجراثيم الحشرات والزواحف.
ويقبع خلف القضبان 4900 أسير وأسيرة، وفقا لبيانات رسمية، بينهم كثير من الآباء والأمهات والشيوخ والأطفال، ومنهم مئات المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وهؤلاء موزعين على نحو 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، وجميعهم يعيشون حياة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويحتجزون في ظروف معيشية صعبة، ويتعرضون لمعاملة قاسية وإجراءات يومية.
وكانت المؤسسات الفلسطينية المختصة بشؤون الأسرى قد أفادت في وقت سابق، بأنه يوجد من بين الأسرى نحو 31 أسيرة و160 طفلا وطفلة تقل أعمارهم عن 18 عاما، فيما ارتفع عدد المعتقلين الإداريين إلى 1083 شخصا، دون تهمة أو محاكمة، بينهم 6 أطفال وامرأتان.
معاناة مضاعفة
يؤكد عبد الناصر فروانة المختص في شؤون الأسرى والمحررين أن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي تتضاعف في فصل الصيف، وتزداد ألماً ووجعاً مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الرطوبة.
ويستذكر فروانة تلك الأيام التي عاشها في عمق الصحراء فيقول: “لقد عشت التجربة وأمضيت هناك أشهرا عصيبة خلال سنوات سجني، كانت الحياة قاسية جدا، وكانت الإدارة تتعمد إبقاءنا، لفترة أطول تحت أشعة الشمس، فكنا نضطر لوضع ملابسنا في المياه كي نواجه شدة الحرارة”.
ويقول “اليوم، ونحن خارج السجون، ويمتلك جميعها أدوات مساعدة، بدرجات متفاوتة، إلا أننا ومع ذلك نعاني من شدة الحرارة وسوء المناخ في الصيف، فما بالكم الأسرى المحتجزين بين الجدران بلا تهوية وهوايات أو مياه باردة ومشروبات مثلجة؟”.ويؤكد فروانة في مقابلة مع موقع قناة الغد أن السجون الجنوبية مثل النقب، نفحة، ريمون، بئر السبع، الواقعة في صحراء النقب تكون أشد وأقسى في فصل الصيف، نظرا للمناخ الصحراوي، ولافتقارها المواد المساعدة والمخففة لدرجة الحرارة ما يترك آثاراً على صحة الأسير والتسبب بالكثير من الأمراض منها ضربات الشمس والجفاف والإعياء الحراري والأمراض الجلدية ونزيف الأنف وغيرها.
ويقول فروانة “كما تزيد إدارة السجون من وتيرة الاقتحامات خلال فصل الصيف بالإضافة إلى انقطاع المياه الباردة وعدم السماح بإدخال الهوايات وإخراج الأسرى إلى الساحات وإبقائهم فترة أطول تحت أشعة الشمس ومنع توفير المبيدات الحشرية للحماية من الحشرات والزواحف وعدم الاستجابة أو المماطلة في الاستجابة لمن تظهر عليهم أعراض أمراض الصيف أو من تتفاقم حالتهم جراء ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة”.
ويضيف فروانة “معاناة الأطفال في الصيف تتفاقم وكذلك المرضى وذوي الأمراض المزمنة”. ويصف الحياة في تلك السجون بالجحيم لارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل أحيانا لـ 50 درجة مئوية.
العزل الانفرادي
يشير فروانة إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد اختيار المواقع الجغرافية القاسية لإنشاء السجون عليها، حيث تم بناء 4 سجون في صحراء النقب، في سنوات متباعدة، مما يؤكد تعمدها وإصرارها على زيادة معاناة الأسرى والتشديد من ظروف احتجازهم وإلحاق الأذى والضرر بأوضاعهم الصحية.
ويوضح أن نصف الأسرى تقريبا يقبعون في سجون صحراء النقب التي يتحالف فيها المناخ بظروفه السيئة مع بشاعة معاملة السجان وقسوة ظروف الاحتجاز وسوء الحياة المعيشية.
ويشير إلى أن معاناة الأسرى تكون أشد وأقسى بين جدران زنازين العزل الانفرادي وفي أقبية التحقيق، حيث تكون الإجراءات أقسى والظروف أصعب بكثير.
ويستطرد قائلا “كما أن معاناة الأسرى تتفاقم في فصل الصيف أثناء النقل في (البوسطة) وهي عبارة عن سيارة كبيرة محكمة الإغلاق من كافة الجوانب”.
ويدعو فروانة المؤسسات الدولية إلى زيارة السجون وخاصة سجون الجنوب في صحراء النقب، والتحرك العاجل والعمل الجاد لإنقاذ حياة الأسرى والتخفيف من معاناتهم في فصل الصيف وتوفير الحماية لهم من خطر الإصابة بأمراض هذه الفترة، في ظل تدني الرعاية الطبية واستمرار سياسة الإهمال الطبي.