ارهاب الشوارع فوضى«الصواريخ والبمب» قانون معطل سنوات وكارثة خرجت عن السيطرة

تحقيق عبير سامي
الألعاب النارية الألعاب النارية
«مجالس المحليات» فى غيبوبة والأهالى أين حملات «وزاره الداخلية»
خبير : قانون العقوبات فرض عقوبة قاسية لحيازة الألعاب النارية تصل للسجن المؤبد
نشطاء يتساءلون: من يسمح بدخول الصواريخ والبمب للبلاد وتداولها بالأسواق؟
خبير نفسى: لها تأثير خطير على نفسية الأطفال وتجعلهم يميلون للعنف والعدوانية
حالة من الفوضى والإهمال من ناحية والإزعاج المواطنين والخطورة من ناحية أخرى فى شوارع المحروسة تزيد مع دخول شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات وهى ظاهرة “إطلاق الصواريخ، البمب” والألعاب النارية التى يقوم بها الأطفال فى الشوارع والميادين وعدد من المحافظات خاصة مع اقتراب ساعة الإفطار وقبل أذان المغرب وبعد الإفطار حتى السحور وصلاة الفجر، والتى تشكل خطرا وضررا كبيرا، وتسبب إصابات خطيرة للأطفال، كما أنها أحد أسباب اشتعال الحرائق، وأغلب هذه الألعاب تدخل مهربة.
وانتقد الكثير من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعى هذه الظاهرة خاصة أنها تسبب ازعاج وضوضاء لراحة المواطنين المنهكين من أعمالهم ويريدون الاستراحة بعد الإفطار، بالإضافة إلى ماتمثله هذه الألعاب والصواريخ خطورة على الأطفال والكبار وتحدث إصابات كثيرة فى الوجه والجسم لم تحتويه هذه الصواريخ على مواد كيمائية ضارة
وشن عدد من رواد التواصل الاجتماعى هجومًا لاذعا على “المحليات” ووزارة الداخلية للسماح بتداول هذه الألعاب النارية، والصواريخ فى المحلات التجارية دون رقابة أو منع بيعها ، والتى انتشرت فى الآونة الأخيرة ومع بداية شهر رمضان فى شوارع المناطق العشوائية وعلى النواصى أمام الجميع دون تحريك ساكن من قبل الإدارات المحلية أو الأجهزة الأمنية تسبب ازعاجا كبيرا للمواطنين وأصوات عالية تكاد تخترق الأذن خاصة أن هناك مرضى وكبار السن وطلاب مدارس وجامعات
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية منشورات لشكاوى واستغاثات من الأهالى والأسر المصرية الذين يقطنون بالأحياء والمناطق الشعبية من هذه السلوكيات المزعجة والخطيرة، وسط تساؤلات عدة منها أين حملات وزارة الداخلية من هذه السلوكيات؟ وأين حملات الوحدات المحلية وأجهزة المتابعة من المحافظة والمحليات التى أصبحت لا تحرك ساكنا ولا تظهر إلا عند التشريفات أو تحرك الوزير والمحافظ فى افتتاح معرض أو طريق هنا أو هناك
وحمل رواد التواصل الاجتماعى انتشارهذه الظاهرة المزعجة لعدة جهات منها المحافظة والوحدات المحلية والأجهزة الأمنية والرقابية، وعدم القيام بدورها فى الرقابة والسماح لهذه المفرقعات والصواريخ بتداولها فى السوق المحلى وبين أيدى الأطفال والصغار ويحدثون إزعاج وضوضاء وإصابات للغير نتيجة لهذه السلوكيات السيئة والاستخدامات الخاطئة
كما حمل البعض منهم الأسرة المصرية “أولياء الأمور” مسئولية هذه السلوكيات وانتشار هذه الظاهرة من خلال عدم التنبيه والتوجيه الصحيح للأطفال والصغار بخطورة هذه الألعاب والصواريخ المزعجة، وعدم اقتنائها واستخدامها لأنها تسبب أضرار كثيرة للمواطنين والجيران والمارة ، وتتعدد الإصابات الناتجة عن الألعاب النارية ، منها إصابة اليدين، والعينين ثم الوجه
وتساءل بعض المتابعين على منصات التواصل الاجتماعى، هل هناك قانون يجرم الألعاب النارية ويحظر تداولها فى الأسواق والمحلات التجارية؟ ، وللإجابة على هذا السؤال أكد المحامى والخبير القانونى يحيى سعد الدين أنه بالفعل يوجد فى قانون العقوبات على حيازة الألعاب النارية، مشيرا إلى أن قانون العقوبات فرض عقوبة قاسية لحيازة الألعاب النارية كالصواريخ و”البومب” وما شابه ذلك فالمادة 102 ـ أ ـ من قانون العقوبات عاقبت حائز أو مستخدم أو مستور أو حائز او مصنع هذه المواد بالسجن المؤبد أو السجن المشدد، كما صدر قرار وزير الداخلية رقم 1872 لسنة 2004 الذى أدرج البارود الأسود داخل العقوبة، وحذر من الضبط بأي ألعاب نارية، فإنها في النهاية تؤدى إلى الفزع وبعض الجروح، فصوت الألعاب النارية حتى يتم تميزها، فلابد أن نبتعد عن هذه العادة فهي لا تقترن بالشهر الكريم ولا بأعيادنا، ومسألة تغليظ العقوبة على مستخدمى هذه الألعاب لا يكفى للسيطرة على الظاهرة وإنهائها.
ونشرح كيف دخلت البلاد.. مافيا تجار الألعاب النارية تتحدى أزمة الدولار
وقال “سعد الدين” فى تصريحاته إنه يجب أن يصحب هذا الإجراء إجراءات أخرى متمثلة في التفتيش الذاتي لجميع الرسائل – الكونتينر – القادمة من الصين وجنوب شرق آسيا عبر الموانئ البحرية والجوية، حيث تصل إلى مصر أطنان ضخمة من الألعاب النارية، نظرا للمكسب المبالغ فيه الذي يتحقق من استيرادها، كما يجب توقيع العقوبة أيضا على كل من يثبت استيراده لهذه المواد، حيث إن هذه المفرقعات التي يفترض أن يتم استخدامها في اللهو واللعب، قد تتسبب في إحداث عاهة مستديمة للشخص الذي تصيبه، وأحيانا ترديه قتيلا، حيث تغيرت صفتها التصنيعية عن تلك التي كانت تستخدم في وقت سابق، على حد قوله.
وعن تأثير هذه الألعاب النارية “الصواريخ،البمب” على الأطفال، يقول الدكتور محمد يوسف أخصائى الصحة النفسية، إن هناك تأثير كبير وخطير على الأطفال من هذه الألعاب وتظهر على نفسية الأطفال وينذر بنمو جيل من أصحاب النفوس العنيفة وما يتتبع ذلك من مخاطر مجتمعية، بالإضافة إلى سلوكيات اكثر عنفا نتيجة لما يقوم به فى الصغر من إطلاق واستعمال هذه الألعاب ذات الأصوات المزعجة والحارقة.
ويضيف “يوسف “فى تصريحاته أن استخدام الأطفال فى سن صغير لهذه الألعاب النارية سواء الصواريخ أو مايسمى بـ”البمب” يرسخ فى نفسية الطفل الذى لديه طاقة يريد أن يفرغها فى اللهو او اللعب بهذه الألعاب الميل إلى العنف والعداونية خاصة مع عدم توجيه له من قبل الاب أو الام او المدرسة فيصاب بالإحباط الذى يدفعه إلى ترجمة هذه الطاقة فى صورة عدوانية يشارك فيها جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية”.
وحمل أخصائى الصحة النفسية اولياء الأمور والاسرة مسئولية استخدام الأطفال هذه الألعاب التى تشجع على العنف والعدوانية ، مثل طريقة العقاب التى يلجأ فيها الآباء إلى الضرب أو إهانة الأطفال، فيترسخ لدى الطفل استخدام اليد قبل العقل ويظهر فى سلوكه العنيف ضد أصدقائه فى الشارع أو المدرسة، مشددا على ضرورة قيام الأسرة بدورها تجاه الطفل ومتابعته ومساعدته، لأنه لو دخل فى دائرة العنف ولم يستخلصه أحد منها سيستمر فيها بل قد يجد بعض الأطفال هذه المفرقعات كنوع من وسائله لجذب انتباه الآخرين”، على حد قوله.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التليفزيون ومنصات التواصل الاجتماعى من خلال إصرارها على نقل الطبقات الشعبية السيئة والأكثر فقرا فى بعض القرى والمدن بما يحدث فيها من عنف واستخدام دائم للأسلحة البيضاء،والصواريخ وفى بعض الأوقات الاسلحة النارية ناهيك عن مشاهد تعاطى المخدرات والممنوعات، لافتا إلى أن الطفل يتعلم من خلال التليفزيون والفضائيات كيفية عمل المفرقعات اليدوية والألفاظ الخارجة عن الآداب من خلال شخصيات فنية محببة ومقربة منه، فيقوم بتقليدها لأنهم الأبطال، يمارسها مع أصدقائه دون تفكير أو انشغال بالحوادث التى تسببها.
وتتسبب الألعاب النارية في اصابة 40 % للأطفال دون سن الخامسة عشر، وفقاً لتقديرات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وأن مخاطر الألعاب النارية المنزلية تشمل الحروق والإصابات من القطع المتناثرة واستنشاق الدخان الذي قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي مثل الربو.
وحسب عدد من أطباء الأطفال أن الألعاب النارية تؤدي إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين، بالإضافة إلى أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، يضر بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين.