هل بدأ عقد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الانفراط؟

متابعه/مرثا عزيز
يوما بعد يوم تتسع دائرة التمرد داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك احتجاجا على مضي حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية في إقرار التعديلات القضائية رغم تعالى أصوات تحذيرية.
تذمر جراء التعديلات القضائية
أعلن ضباط وجنود من الاحتياط داخل جيش الاحتلال رفضهم أداء الخدمة العسكرية بسبب محاولة نتنياهو تغيير نظام الحكم في إسرائيل.
وكشفت إذاعة جيش الاحتلال عن أن عشرات الطيارين في سلاح الجو أبلغوا قادتهم وقف التدريبات وامتناعهم عن الخدمة لمدة أسبوعين.
ومن جهته، نقل موقع “والا” أن جنود احتياط بالوحدة 8200 وقّعوا على عريضة لرفض أداء الخدمة العسكرية.
والوحدة “8200” هي وحدة خاصة تُعد الأكثر نخبوية في جيش الاحتلال، وتتبع مباشرة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وهي المسئولة عن قيادة الحرب الإلكترونية.
كذلك أكد قرابة 100 ضابط في وحدات المراقبة ومن مشغلي الطائرات المسيرة تجميد تطوعهم في قوات الاحتياط.
هذا فضلا عن قيام 700 جندي من قوات الاحتياط في لواء ناحال أحد ألوية النخبة بجيش الاحتلال بالتهديد بالامتناع عن الخدمة في حال إقرار التعديلات القضائية، علما بأن لواء ناحال هو أحد ألوية النخبة بجيش الاحتلال.
وفي تقرير لصحيفة هآرتس، تم رصد انخفاض كبير في عدد القوات البرية التي تلتحق بخدمة الاحتياط خلال الأسبوع الماضي.
فمثلا، في وحدة النخبة لواء المظليين “551” التحق فقط 57% من جنود الاحتياط بالخدمة هذا الأسبوع مقارنة بنسبة الإقبال المعتادة ومعدلها 90%.
وبناءً على ماسبق نتساءل.. هل بدأ عقد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الانفراط؟.قانون غير محصن
من حيفا، قال البروفيسور، محمد وتد، عميد كلية الحقوق في صفد، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بحاجة إلى كل صوت في الائتلاف الحكومي بما في ذلك الأعضاء الذين لا ينصاعون إلى أوامره.
وأضاف وتد لبرنامج (مدار الغد) أن نتنياهو لا يمكن أن يقوم باتخاذ قرار بإقالة أعضاء الائتلاف بما في ذلك وزير الجيش يوآف جالانت.
كما أوضح أن التعديل في قانون السلطة القضائية غير مُحصن، وتعديله لا يتوجب أغلبية في الكنيست الإسرائيلي، وهو ما يعني إمكانية تمريره بسهولة.
ولفت إلى أن رئيس الحكومة ووزرائه يأخذون بجدية تحذيرات وتصريحات وزير الدفاع يوآف جالانت في هذا الشأن.
تصدع مجتمعي في إسرائيل
ومن رام الله، قال الدكتور سعيد زيداني، أستاذ الفلسفة في جامعة القدس، إن أكثر من 200 ألف يتظاهرون في تل أبيب ضد التعديات القضاية، مؤكدا حدوث تصدّع مجتمعي وانقسام بين الليبراليين والمحافظين.
وأضاف زيداني أن هذا الانقسام لن ينجو منه الجيش الإسرائيلي، كونه يتأثر بما يجري في المجتمع.
كما أكد زيداني أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت طالب بوقف العمليات التشريعية التي تقودها حكومة نتنياهو، والتي من شأنها المساس بالسلطة القضائية في إسرائيل.
وأشار إلى أن القيادة السياسية في إسرائيل هي التي تحكم، وأن رئيس الحكومة يواجه المؤسسات العسكرية رغم تحذيراتهم الأمنية من خطورة هذه التشريعات الجديدة.أزمة في إسرائيل
ومن حيفا، قال الدكتور سليم بريك، المحاضر في جامعة حيفا، إن المظاهرات في إسرائيل أكثر بكثير من الأسابيع الماضية، وهو ما يكشف أن هناك أزمة بالفعل في البلاد.
وأضاف أن جالانت من واجبه التحذير من أي خطر يواجه الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن المسؤولية جماعية، ولكن الأمور أعمق بكثير من تحذيرات وزيرالدفاع يوآف جالانت