وزير الثقافة السوري وسلوكه المتواضع لمحة نادرة نراها في الدوائر الحكومية الأوروبية"

الدكتور محمد العبادي
التواضع والأخلاق الرفيعة نموذج يحتذى به من الحكومة السورية
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتباين فيه المواقف، تبرز نماذج من القادة الذين يجسدون القيم الإنسانية الرفيعة. ومن بين هؤلاء القادة، يأتي السيد وزير الثقافة السوري الاستاذ محمد ياسين صالح ( 40 ) عاماً له من العمر ، الذي أثبت من خلال تصرفاته ومواقفه أنه ليس مجرد مسؤول حكومي، بل قدوة يحتذى بها في التواضع والأخلاق.
لقد لفت الأنظار إليه قبل ادائه اليمين القانونية امام الرئيس احمد الشرع عندما أفتتح حديثه بهذين البيتين من الشعر :
لقد صمنا عن الأفراح دهراً وأفطرنا على طبق الكرامةْ
فسجّلْ يا زمان النصر سجّلْ دمشقُ لنا إلى يوم القيامةْ"
حقيقة ابيات هزت كيان كل أحرار العالم وعلى وجه الخصوص نحن ابناء بلاد الشام .
كما وقد شهدنا جميعاً الحادثة الاخيرة التي أثارت إعجاب الكثيرين، حينما قام السيد الوزير بتناول الطعام على الرصيف، في لفتة بسيطة تعكس تواضعه وارتباطه بشعبه وارضه .
لم يكن هذا الفعل مجرد تصرف عابر، بل كان رسالةً قويةً تعبر عن قربه من المواطنين واستعداده للعيش معهم في مختلف الظروف.
فالوزير الذي يتناول الطعام بين الناس، يعكس صورة القائد الذي لا يبتعد عن هموم شعبه، بل يسعى لفهم احتياجاتهم ومشاعرهم.
لكن الأهم من ذلك هو ما تلا هذه الحادثة، حيث قام السيد الوزير بتنظيف المكان بعد الانتهاء من تناول الطعام.
إن هذا التصرف البسيط يحمل في طياته معاني عميقة عن المسؤولية والاحترام للبيئة والمجتمع. فهو لم يكتفِ بالاستمتاع بلحظة بسيطة، بل أظهر وعياً بأهمية الحفاظ على نظافة المكان واعتبار ذلك جزءاً من واجبه كمواطن قبل أن يكون وزيراً.
إن مثل هذه التصرفات تعكس روح الحكومة السورية التي تسعى إلى تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية في المجتمع. فالتواضع ليس مجرد سمة شخصية، بل هو نهج حياة يتبناه القادة ليكونوا قريبين من الناس ويعكسوا قيمهم وأخلاقهم.
إن هذه الصورة الإيجابية تعزز الثقة بين الحكومة والشعب، وتؤكد على أهمية التواصل المباشر والاحترام المتبادل.
إننا بحاجة إلى المزيد من هذه النماذج التي تعكس القيم النبيلة، ونأمل أن يستلهم الآخرون من تصرفات السيد وزير الثقافة. فالحكومة السورية، بقيادتها الحكيمة، تسعى دائماً ومن خلال هذه المدة البسيطة إلى بناء مجتمع يسوده الاحترام والتفاهم، ويؤمن بأهمية الأخلاق والتواضع في تحقيق التنمية والتقدم.
إن سلوك السيد وزير الثقافة السوري، الذي تجلى في تواضعه واهتمامه بالمجتمع، يعد ظاهرة نادرة في عالمنا العربي. ففي الوقت الذي يعتاد فيه الكثير من المسؤولين على الانعزال عن هموم الناس، نجد أن الوزير قد اختار أن يكون قريباً من الشعب، يستمع إلى مشاكله ويعمل على حلها. هذا التوجه يعكس فهماً عميقاً لدوره كخادم للشعب، وهو ما يجعل سلوكه يبدو غريباً في سياق ثقافة سياسية غالباً ما تُعلي من شأن السلطة على حساب الخدمة العامة.
وهذا المشهد لم نعتاده في عالمنا العربي إلا عند الوزراء الاوربيين .
هذا النوع من السلوك علامة فارقة تعيد الأمل في إمكانية وجود قادة يضعون مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.
إن غرابة هذا السلوك تأتي من واقع أن العديد من المسؤولين في منطقتنا يُفضلون العزلة والابتعاد عن الناس، مما يخلق فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب. بينما نجد أن الوزير قد اختار أن يتجاوز هذه الفجوة، مما يعزز الثقة بين القادة والمواطنين. إن مثل هذه المواقف تُذكّرنا بأن القيم الإنسانية لا تزال موجودة، وأنه يمكن للقيادة أن تكون قريبة من الناس، تسعى لخدمتهم وتعزيز ثقافة التواضع والاحترام.
نحن بحاجة إلى المزيد من هذه النماذج التي تلهم الأجيال القادمة، وتؤكد على أن الأخلاق والتواضع هما أساس أي مجتمع قوي ومتماسك. فالسلوك الإيجابي الذي أظهره معالي الوزير يُعتبر دعوة للجميع ليتبعوا نهج الخدمة العامة، ويدفعنا للتفكير في كيفية بناء مجتمع أفضل للجميع.
نشيد بالسيد وزير الثقافة ونثمن جهوده في تعزيز قيم التواضع والأخلاق الرفيعة، متمنين له دوام التوفيق في مسيرته المهنية وفي خدمة وطنه وشعبه.