الجاهل من جميع الاتجاهات

عبد الكريم الوزان

يقول الأديب والروائي المصري الراحل نجيب محفوظ " ثلاثة لا تقترب منهم ، الحصان من الخلف ، والثور من الأمام ، والجاهل من جميع الإتجاهات "!.
ومفهوم الجاهل لايعني بالضرورة الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، بل حتى المتعلم والمثقف والحاكم الذي يطرح آراء وأفكارا دون أن يكون متيقنا منها، بقصد أو دونه ، بدافع التسلط أو المصلحة أو حب الظهور أو اللؤم أو الفشل ، لتحقيق غايات ومآرب مختلفة . ومنهم من يدرك الحقيقة ، لكنه يغالط نفسه وتأخذه العزة بالإثم .
وتداعيات الجهل على الآخرين قد تكون كارثية حينما يكون الجاهل صاحب سلطة وقرار ونفوذ !.
إن التربية الأسرية الى جانب الإيمان والوعي والقناعة والقوانين الوضعية الصريحة ، ضرورية للنأي عن ذلك ، بخاصة وان الإعلام قد تطور كثيرا ، وباتت وسائله تقدم للمتلقي كل الحقائق بالأدلة والبراهين وبسرعة البرق. ومن هنا يتحتم علينا أخذ الحيطة والحذر من الجاهل ...من جميع الاتجاهات ، ورحم الله الإمام الشافعي القائل :
أعرض عن الجاهل السفيه ..
فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً
إن خاض بعض الكلاب فيه !!.