موعظة ترهيب وهداية للجن الساكن جسد الإنسان المصاب بالسحر أو المس:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بالحق والهدى ليخرج العباد من الظلمات إلى النور.
أيها الجن المعتدي، أذكرك بيوم عظيم، يوم يجعل الولدان شيبًا، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم تعرض أعمالك كلها بين يدي الله، صغيرها وكبيرها، قال الله تعالى:
"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" [الزلزلة: 7-8].
ألم تعلم أن عذاب الله شديد؟ ألم تقرأ قول الله تعالى:
"فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى" [الليل: 14-15].
أتظن أنك قوي على مواجهة النار؟ أتستطيع أن تصمد أمام نار جهنم ؟
اعلم أن عذاب الله لا يُطاق، قال تعالى:
"يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ" [القمر: 48].
وأذكرك أن الظلم سبب الهلاك والعذاب الشديد، قال الله جل وعلا:
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" [إبراهيم: 42].
أيها الجني، ألم تقرأ في القرآن الكريم قول ربك:
"وَأَنَّ عَلَيْكُمُ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" [ص: 78].
إياك أن تكون من أولياء الشيطان الذين يضلون عن السبيل ويوردون أنفسهم المهالك.
تذكير بالهداية ودعوة للتوبة
ورغم كل ذلك، فإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده، ويفرح برجوع الظالمين والمخطئين. تب إلى الله واخرج من هذا الجسد الذي اعتديت عليه ظلمًا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له" [رواه ابن ماجه].
أمامك فرصة للرجوع إلى الله قبل أن يفوت الأوان، قال الله تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" [الزمر: 53].
دعاء بالخروج
باسم الله العظيم الذي لا إله إلا هو، وبقوته وجلاله وعظمته، أدعوك أن تخرج من هذا الجسد، طاعة لله وخوفًا من عذابه.
اللهم اجعل لهذا الجني هداية ونورًا، واهده لطاعتك، وخرجه من هذا الجسد بحق كلماتك التامات وآياتك البينات. اللهم احفظ هذا المصاب بحفظك، واشفِه شفاءً لا يغادر سقمًا، ورد كيد الشياطين في نحورهم، إنك أنت القوي العزيز.
اخرج الآن، ولا تعد، وتذكر أن الله يراك، وأن العاقبة للمتقين. بقلم الراقي لطفي قاسم