بعد أكثر من شهر على اغتيال نصر الله.. نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله

كتبت/مرثا عزيز
أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، انتخابات نائب الأمين العام، نعيم قاسم، أمينا عاما جديدا بعد اغتيال حسن نصر الله في سبتمبر/أيلول الماضي في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضح الحزب، في بيان له، أن مجلس شورى حزب الله توافق على انتخاب نعيم قاسم خلفا لنصر الله، مؤكداً أن العملية تمت وفقا للآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام.
وفي أعقاب اغتيال نصر الله والتوغل في الجنوب اللبناني، ظهر قاسم عدة مرات وتوعد إسرائيل بالرد وبمواصلة المقاومة، متوعدا باستهداف أي نقطة في إسرائيل.
ويعد نعيم قاسم من الشخصيات البارزة في حزب الله، وقد ساهم بشكل كبير في تأسيس وتوجيه سياسات الحزب، خصوصاً في جوانبها السياسية والدينية.
وإضافة إلى كونه نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991، فهو يُعتبر اليد اليمنى للأمين العام للحزب السابق، حسن نصر الله.
يتمتع قاسم بنفوذ كبير في توجيه سياسات الحزب، لا سيما فيما يتعلق بعلاقات الحزب مع إيران وسوريا، وكذلك في قضايا المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.
مسيرته وأدواره
نعيم قاسم سياسي وديني لبناني، وُلد في بلدة كفر فيلا في جنوب لبنان عام 1953، ويحمل شهادة في الكيمياء من الجامعة اللبنانية.
بدأ قاسم مشواره السياسي بعد تأسيس حزب الله في أوائل الثمانينيات، وتقلد عدة مناصب قبل أن يصبح نائباً للأمين العام.
ولعب دوراً مهما في بناء الهيكلية السياسية والتنظيمية للحزب، حيث أسس قنوات اتصال مع قادة إقليميين ودوليين لدعم مصالح الحزب وتوسيع نفوذه.
يُعرف قاسم بقدرته على التنسيق بين الأجنحة المختلفة للحزب، بما في ذلك الجناح العسكري والسياسي.مواقفه السياسية
يُعرف نعيم قاسم بمواقفه الداعمة للمقاومة ضد إسرائيل، ويرى أن الحزب له دور أساسي في حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية.
كما يدافع عن دعم إيران وسوريا للحزب، ويعتبر هذا التحالف ضروريًا لاستمرار المقاومة.
في الشأن اللبناني الداخلي، يدعو قاسم إلى نهج الوحدة الوطنية ويحاول تأكيد دور الحزب كلاعب رئيسي في السياسة اللبنانية.
كما يعبر عن دعمه القوي للتحالف مع إيران، حيث يرى فيها الداعم الرئيسي للمقاومة وللمشروع الذي يسعى الحزب إلى تحقيقه، وهو تحرير الأراضي المحتلة وتعزيز نفوذ ما يُعرف بـ «محور المقاومة» في المنطقة.
مؤلفاته وأفكاره
ألف قاسم عدة كتب تناولت رؤية حزب الله واستراتيجياته، منها كتابه «حزب الله: المنهج، التجربة، المستقبل»، والذي يعتبر أحد المراجع الأساسية لفهم فكر الحزب وأهدافه.
يركز الكتاب على مفهوم «المقاومة الإسلامية» كنهج أساسي لتحرير الأراضي المحتلة وتحقيق السيادة، كما يتناول قاسم في كتاباته مفهوم «ولاية الفقيه» ويشرح كيف أن حزب الله يتبنى هذا الفكر ويرى إيران كنموذج يُحتذى.