وكالة الأونروا.. شريان حياة ملايين الفلسطينيين الذي تهدده إسرائيل

د
كتبت/مرثا عزيز.
أقرّ الكنيست الإسرائيلي، أمس الإثنين، الحظر على أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأغلبية 92 صوتا مقابل 10، على أن يدخل هذا القانون حيز التنفيذ بعد 90 يوما من إقراره.
وتقدّم الأونروا منذ أكثر من سبعة عقود، مساعدة حيوية للاجئين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة أو في لبنان وسوريا والأردن، وحاليا تؤدي دورا «لا بديل له» في الاستجابة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
حرب 1948
أسّست «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط» في شهر ديسمبر/ كانون الأول 1949 بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب حرب 1948، أول حرب عربية إسرائيلية اندلعت في مايو/ أيار من ذلك العام.
وقبل تأسيس الأونروا كان «برنامج الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين» الذي أنشئ في 1948 يؤدي مهمات إغاثية للاجئين الفلسطينيين، وقد تولّت الوكالة الوليدة المهام التي كانت موكلة لهذا البرنامج.
كما كلّفت الاستجابة بطريقة أكثر فعالية للحاجات الاقتصادية والاجتماعية لمجمل اللاجئين الفلسطينيين.
6 ملايين فلسطيني
منذ بدء النزاع العربي – الإسرائيلي وحتى إقرار الهدنة في يناير/كانون الثاني 1949، اضطر أكثر من 760 ألف فلسطيني للفرار من منازلهم أمام تقدّم القوات اليهودية أو تم تهجيرهم وطردهم من منازلهم بالقوة، ولجأ معظمهم إلى دول مجاورة.
وأصبحت الأونروا ـ في غياب أي جهة أخرى ذات صلاحية ـ الهيئة الوحيدة الضامنة للوضع الدولي للاجئين الفلسطينيين.
هناك قرابة 6 ملايين فلسطيني مسجّلين لدى الأونروا ويمكنهم الاستفادة من خدماتها التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيّمات والتمويلات الصغيرة والمساعدات الطارئة، بما في ذلك خلال الفترات التي تشهد نزاعا مسلّحا.
وهناك ما مجموعه 58 مخيما للاجئين تعترف بها الوكالة الأممية، بينها 19 في الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل عسكريا منذ 50 عاما.ويدرس أكثر من 540 ألف طفل في مدارس الأونروا التي تدير كذلك 141 مرفقا للرعاية الصحية الأولية وتستقبل قرابة سبعة ملايين مريض كل عام وتقدم المساعدات الغذائية والنقدية لحوالي 1,8 مليون شخص.
الأونروا في غزة
وذكرت وكالة فرانس برس، أن الوضع الإنساني كان حرجا في قطاع غزة منذ العام 2007، قبل بدء العدوان الإسرائيلي.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة الصادرة في أغسطس/آب الماضي، فإنّ 63% من سكّان القطاع يعانون انعدام الأمن الغذائي ويعتمدون على المساعدات الدولية. ويعيش أكثر من 80% من السكان تحت خطّ الفقر.
ويضم القطاع الصغير الواقع بين إسرائيل والبحر المتوسط ومصر، ثمانية مخيّمات وحوالى 1,7 مليون نازح، أي الأغلبية الساحقة من السكان، وفقا للأمم المتحدة.
ويبلغ إجمالي عدد سكان غزة حوالى 2,4 مليون نسمة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أصبح الوضع الإنساني في غزة كارثيا بسبب الضربات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع والقتال البري.
وتسببت الحرب المستمرة باستشهاد ما لا يقل عن 43 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، كما أن ثلثَي البنى التحتية في غزة والتي غالبا ما تكون مأوى موقتا للنازحين، تعرضت للضرر أو الدمار وفقا للأمم المتحدة.
«لا بديل لها»
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «وسط كل هذه الاضطرابات، أصبحت الأونروا (وكالة) لا بديل لها ولا غنى عنها».
ومن بين موظفي الوكالة البالغ عددهم 30 ألفا، يعمل 13 ألف شخص في قطاع غزة، موزّعين على أكثر من 300 منشأة موجودة على مساحة 365 كيلومترا مربّعا، وفقا لموقع المنظمة على الإنترنت.
وتكبدت الأونروا خسائر فادحة مع مقتل 223 من موظفيها على الأقل، وتضرر أو تدمير ثلثي مرافقها في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
وأكد المفوّض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الوكالة التي يرأسها منذ العام 2020 هي «شريان حياة» لملايين ـ