غوتيرتش أمام الأمم المتحدة: لبنان على حافة الهاوية

كتبت/مرثا عزيز
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، من أن لبنان على حافة الهاوية وذلك أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط.
وبعد يومين من «قمة المستقبل» التي خصّصت للتحديات الكبرى التي تواجهها البشرية، يعتلي أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يشارك للمرة الأخيرة منبر القاعة العامة للأمم المتحدة تواليا خلال أسبوع تخيّم عليه النزاعات الدائرة خصوصا في لبنان وقطاع غزة.
كما ندد غوتيريش بالوضع في غزة واصفا إياه بأنه «كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى بدءًا من لبنان. لا يمكن للشعب اللبناني والشعب الإسرائيلي وشعوب العالم أن يسمحوا بأن يصبح لبنان غزة أخرى».
الإفلات من العقاب
وندد الأمين العام للأمم المتحدة بتزايد عدد الحكومات والجماعات الأخرى التي تشعر بأنها تملك «حصانة من الحساب»، مشيرا إلى الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة والسودان.
وقال جوتيريش لزعماء العالم في دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة: «باستطاعتهم عدم احترام القانون الدولي. وبمقدورهم انتهاك ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف: «يمكنهم غزو دول أخرى وإحداث دمار شديد بمجتمعات بأكملها أو تجاهل سلامة شعوبها تماما. ولن يحدث شيء».
وتابع: «مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن تبريره سياسيا والتسامح معه أخلاقيا».سفير إسرائيل يرد
ومن جانبه قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون ردًّا على كلام الأمين العام للأمم المتحدة: «عندما يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن إطلاق سراح المحتجزين تلتزم الجمعية العامة للأمم المتحدة الصمت ولكن عندما يتحدث عن المعاناة في غزة يتلقى تصفيقًا مدويًّا».
مضيفا: «هذه هي الافتتاحية لعرض النفاق السنوي»، حسب تعبيره.
فرار عشرات الآلاف من اللبنانيين
ومن جانبها أعربت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن قلقها البالغ حيال التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن عشرات آلاف الأشخاص فروا من العنف منذ الإثنين.
وقال ماثيو سالتمارش متحدثا باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحفي في جنيف: «نحن قلقون للغاية من التصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناه بالأمس، حيث أُجبر عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم أمس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار».
وقال سالتمارش: «هذه منطقة دمرتها الحرب أساسا ولبنان بلد يعرف المعاناة جيدا». ولفت إلى أنه حتى قبل القصف الجوي، سُجّلت حركة نزوح ملحوظة من جنوب لبنان.
وأضاف: «الوضع مقلق للغاية.. إنه فوضوي جدًّا.. الثمن الذي يدفعه المدنيون غير مقبول».
ضغوط على المستشفيات
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر للصحفيين إن «المستشفيات واجهت ضغطا جنونيا في التعامل مع أعداد الجرحى منذ الأسبوع الماضي».
وأفاد متحدّثا عبر الفيديو من بيروت بأن أكثر من 90 في المئة من الإصابات المسجّلة الأسبوع الماضي عندما انفجرت أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله في أنحاء لبنان كانت «في الوجه والأطراف وخصوصا اليدين».
وأضاف أن «عديدا من الأشخاص تعرضوا إلى إصابات في العيون والأيدي في الوقت ذاته، والتي تتطلّب عمليات جراحية منفصلة».وضع غير طبيعي
من جهتها قالت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان رافينا شمداساني «إنه وضع غير طبيعي.. عندما يكون لديك أشخاص يخسرون عيونهم وعندما تكون لديك مستشفيات غير قادرة على التعامل مع حجم عمليات البتر التي تحتاج للقيام بها.. إنه وضع غير طبيعي على الإطلاق».
وأكدت بأن المفوضية تشعر «بقلق بالغ إزاء التصعيد الحاد للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله» داعية «كل الأطراف إلى الوقف الفوري للعنف وضمان حماية المدنيين».
ونددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بدورها بتداعيات الحرب على الأطفال في لبنان.
وقالت نائبة ممثل اليونيسف في لبنان إيتي هيغينز عبر الفيديو من بيروت: «نحذّر اليوم من أنه من شأن أي تصعيد إضافي في هذا النزاع أن يكون كارثيا تماما بالنسبة لجميع الأطفال في لبنان».
وأضافت: «يوم أمس كان الأسوأ بالنسبة للبنان منذ 18 عاما. هذا العنف يجب أن يتوقف فورا، وإلا فإن العواقب ستكون غير مقبولة».