بعد تحرير رهينة آخري.. قدرات حماس العسكرية على المحك

.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، فقدت حماس الكثير من قوتها العسكرية في إحباط محاولات الجيش الاسرائيلي في عمليات إطلاق سراح الرهائن.
ولعل آخرها كان يوم الإثنين الماضي عندما قالت إسرائيل إنها أنقذت قايد فرحان القاضي الذي خطف في السابع من أكتوبر تشرين الأول بعد “عملية معقدة” في جنوب غزة، وأضافت أن حالته الصحية طبيعية.
وأصدرت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية عدة أوامر إخلاء في أنحاء غزة، وهو أكبر عدد منذ بداية الحرب، مما أثار غضب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة بسبب تقليص المناطق الإنسانية وغياب المناطق الآمنة.
وقال سكان وأسر نازحة في مدينة خان يونس بجنوب القطاع ودير البلح في الوسط، حيث يتركز معظم السكان الآن، إنهم اضطروا للعيش في خيام مكتظة على الشاطئ وعلى حماس أن تتحلى بالمسئولية تجاه شعبها والذهاب بصفقة تبادل من أجل التقاط الأنفاس.
كما قالت إحدى سكان قطاع غزة “كل يوم بيحكوا عن وقف إطلاق النار، وفي الآخر كل الكلام بيتبخر وبيسقط كأنه غبار، هل المفاوضين بيعرفوا إنه كل يوم زيادة فيه عائلات بتموت؟ هل حماس تعلم أنه كل في كل يوم نتكلف أرواح؟.
وفي سياق متصل فقد قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمة في قطاع غزة توقفت يوم الاثنين بعد أن أصدرت إسرائيل يوم الأحد أوامر إخلاء جديدة لمنطقة دير البلح بوسط القطاع حيث يقع مركز عمليات الأمم المتحدة.
وجاء أمر الإخلاء في الوقت الذي تستعد فيه المنظمة الدولية لبدء حملة لإعطاء لقاحات مضادة لفيروس شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن طفلا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل بسبب الفيروس من النوع الثاني، وهي أول حالة من نوعها في القطاع.
ومع استمرار القتال، واصل المفاوضون في القاهرة اجتماعاتهم الرامية لوقف القتال وإعادة 109 رهائن إسرائيليين وأجانب مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
وعلى الرغم من تفاؤل الولايات المتحدة التي تدعم المحادثات إلى جانب مصر وقطر، تتبادل حماس وإسرائيل تحميل بعضهما مسؤولية عدم إحراز تقدم.
ومن بين النقاط الشائكة الرئيسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق إصرار إسرائيل على استمرار بسط سيطرتها على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود مع مصر، والذي تقول إسرائيل إنه يستخدم كأحد الطرق الرئيسية لتهريب الأسلحة إلى غزة، كما تتمسك إسرائيل بفحص المنتقلين من جنوب ووسط قطاع غزة.
ومن المتوقع أن تستمر اسرائيل في اتجاه مزيد من الضغط من أجل تحرير مزيد من الرهائن وستجد حماس نفسها في وضع المفاوض المنهزم في المستقبل، لذلك رجع خبراء عسكريين وسياسيين على أنه من الأفضل الذهاب نحو صفقة في أقرب وقت ممكن.