ردا على تهديدات نتنياهو.. قادة دروز يرفضون إراقة الدماء بسبب هجوم مجدل شمس

كتبت/مرثا عزيز
لا يزال هجوم بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل يلقي بظلاله على المشهد في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد توترات عدة لا سيما في ظل تصاعد وتيرة التهديدات من جانب إسرائيل بالرد على الهجوم الذي زعمت أن حزب الله هو من يقف وراءه بالرغم من نفي الأخير صلته بهذا الهجوم.
وبحسب وكالة فرانس برس رفض قادة دينيون ومحليون دروز في الجولان السوري المحتل إراقة «قطرة دم واحدة» بعدما توعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي في بلدة مجدل شمس الذي وقع يوم السبت الماضي.
هجوم مجدل شمس
وسكان مجدل شمس الذين يبلغ عددهم أكثر من 11 ألف نسمة هم من الدروز الذين ما زالوا يحملون الجنسية السورية في غالبيتهم ورفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وطال الهجوم الصاروخي ملعبا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية، ما أدى الى مقتل 12 من الفتية والفتيات.
ونفى حزب الله «أي علاقة» له بالحادث.
وفي زيارة لبلدة مجدل شمس، أجراها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، توعد بـ«رد قاسٍ» على هذا القصف، فيما تُبذل جهود دولية لتجنب مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
واحتج عشرات من سكان البلدة على زيارة نتنياهو، وتجمعوا خلف حواجز معدنية على مرأى من عناصر من الشرطة، وفق صحفي في وكالة فرانس برس.دروز الجولان يرفضون إراقة الدم
وقالت الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل في بيان، ليل الإثنين: «نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كُنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم إذ تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف».
وشددت الهيئة على أن «التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء أكانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها».
وأوضحت أن «الجولان يرفض أي مواقف رسمية تحريضية، ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على حساب دماء أطفالنا، وتوزيع تصريحات من غير تفويض».
وحملت حكومة الاحتلال حزب الله مسؤولية الهجوم الصاروخي الذي وقع السبت، لكن الحزب نفى هذا الأمر وقال في بيان: «ينفي حزب الله نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس ويؤكد أن لا علاقة له بالحادث على الإطلاق».
عودة مظاهر الحياة
وأفاد صحفي من وكالة فرانس برس بأن بعض مظاهر الحياة الطبيعية عادت إلى مجدل شمس، اليوم الثلاثاء، تدريجا، ففتحت المتاجر أبوابها وعاد السكان إلى الشوارع.
لكن القادة الدروز في مجدل شمس أكدوا أن «الخطب جلل، والواقع أليم، والمصاب مُشترك لكل بيت في الجولان».
وقال المسعف نبيه أبوصالح البالغ من العمر 48 عاما لوكالة فرانس برس: «إن بلدة مجدل شمس تعيش في حالة حداد قد يمتد لأسبوع، ونحن ضد أي رد اسرائيلي، من لديه ذرة ضمير لا يطالب بالرد».
وتساءل: «من سنضرب؟ أهلنا في سوريا ولبنان؟ نريد السلام وفقط السلام».
وأشار أبو صالح إلى أن «أجواء الحزن هي السائدة بعد المصيبة التي ألمت بنا، تبدو البلدة كأنها وضعت عمامة سوداء، لا يستطيع الواحد منا النظر إلى الآخر لأن الدموع ستذرف، الوضع صعب جدا، أنا أعمل في الإنقاذ منذ 30 عاما وتعاملت مع حوادث كثيرة، لكن الحدث هذه المرة مختلف تماما».وسلطت حادثة مجدل شمس الضوء من جديد على رفض الدروز بالجولان للاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية، ورفضهم الدائم الحصول على الجنسية الإسرائيلية وتأكيدهم على هويتهم السورية.
وقالت صحيفة «هآرتس» إن الحادثة ضربت «عصب العلاقات» بين دروز الجولان وإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن القرى الدرزية في الجولان لا تتذكر كارثة بهذا الحجم، ولا الألم الذي كان محسوسًا في مجدل شمس، ورأت أن الحادثة ألقت الضوء على علاقة الدروز بإسرائيل، إلا أنه لا أحد يستطيع أن يقول ما العواقب المتوقعة لهذه الحادثة.
جيش الاحتلال يغلق طريقا بعدما أطلق حزب الله صاروخا على هضبة الجولان المحتلة - رويترز
جيش الاحتلال يغلق طريقا بعدما سقوط صاروخ على هضبة الجولان المحتلة – رويترز
الاحتلال الإسرائيلي للجولان
وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب يونيو/ حزيران 1967، وأعلنت ضمّ أجزاء واسعة منها مطلع ثمانينات القرن الماضي.
ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الخطوة باستثناء الولايات المتحدة في 2019.
وأحيا هجوم مجدل شمس المخاوف الدولية من اندلاع نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، يوم الأحد، إن دولا عدة من بينها فرنسا والولايات المتحدة تحاول احتواء مخاطر التصعيد.