بالرغم من اعترافه بالفشل.. لماذا لم يستقِل رئيس أركان جيش الاحتلال؟

كتبت/مرثا عزيز
من جديد، اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، اليوم الأربعاء، بفشل مهمته في غزة، وذلك بعد مضي ما يربو على 9 أشهر من بدء الحرب، والتي أعلن قادة الاحتلال في بداياتها عن أنها تستهدف القضاء على حركة حماس.

وأضاف هاليفي أن مهمته الآن تتمثل في إعادة بناء الثقة من جديد.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعترف فيها هاليفي بفشه، إذ سبق وقال في السابع عشر من مارس/ آذار الماضي، إن الجيش فشل في 7 أكتوبر/ تشرين الاول، مضيفا: «لم نتحمل المسؤولية.. هذه مسؤوليتنا عما جرى».

خلاف كبير
في هذا السياق، قال وليد حباس، الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، إن اعتراف رئيس أركان جيش الاحتلال وتصريحاته صدرت في إطار فشل الاحتلال في الحرب، موضحا أن هناك صوتين داخل إسرائيل، وقد لخص أحد الكُتَّاب الإسرائيليين ذلك في كتابه «نتنياهو ضد الجنرالات».

وأضاف في تصريحات أنه «بات واضحا من تصريحات نتنياهو ووزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، ضد المؤسسة الأمنية أن هناك خلافا كبيرة، فالمؤسسة الأمنية لا تضع السياسية في حساباتها، كما أنها مؤسسة شرسة وعنيفة وإرهابية، ولكن في النهاية أدى هاليفي دوره ضابطا أعلى للجيش، ويقول إنه ربما حان وقت إنهاء الحرب، وهذا ليس رأي نتنياهو ولا بن غفير ولا هذه الرزمة في حكومة الاحتلال».

وأكد حباس أنه «يجب أن نقرأ هذا التصريح إلى جانب التراشقات التي كانت بين بن غفير ورئيس المخابرات الإسرائيلية، وبين بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يوآف غالانت»، مشيرا إلى أن «هناك جملة من النقاشات وهناك صوتين واضحين داخل إسرائيل، ولكن صوت الحكومة برئاسة نتنياهو هو الأقوى».

لماذا لم يستقِل هاليفي؟
وردا على سؤال لـ«الغد» حول سر بقاء هاليفي في منصبه، بالرغم من خروجه بعد ما يزيد على 290 يوما من الحرب ليعترف بفشله، أوضح حباس أنه «منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، معظم الشارع الإسرائيلي، وأيضا ضباط كبار داخل جيش الاحتلال، يطالبون رأس الجيش، ورأس الأجهزة الأمنية بالاستقالة، والإعلان عن فشلهم، وقد بدأ هذا مع رئيس شعبة الاستخبارات، ثم تبعه رئيس المخابرات، وعاجلا أو آجلا سوف يستقيل رئيس أركان الجيش».

وقال حباس إن «رئيس جيش الاحتلال لم يستقِل على الفور، لسببين، الأول: عندما شكل نتنياهو مجلس الحرب المصغر أو كابينت الحرب، كان أحد شروط هذا المجلس ألا يتم تعيين الأشخاص الكبار في المؤسسات الأمنية وأيضا كبار القضاة والقادة في الدولة خلال هذا الوقت الحرج، ومن خلال مجلس الحرب، ثم عندما تنتهي الحرب يمكن تعيينهم بشكل موضوعي».

وأضاف أن «السبب الثاني: أنه لا يمكن تغيير رأس الجيش أو رئيس أركانه في خضم الحرب»، موضحا: «صحيح أن هاليفي فشل وسوف يسجل هذا في ملفه السياسي، ولكن استبدال هذا الضابط الكبير لا يكون في أثناء الحرب، لا سيما وأن هرتسي هاليفي نفسه الذي فشل هو مسؤول عن كل أجهزة الجيش واستخباراتها وكل التمركزات في قطاع غزة، وهو الآن بالرغم من فشله يستطيع أن يمسك في الحرب إلى حين، وبالتالي لا يمكن استبداله بكل سهولة».

وفي السادش عشر من يناير/ كانون الثاني 2023، تولى هرتسي هاليفي رئاسة أركان جيش الاحتلال، وسط تحديات أمنية جمة، ليصبح منذ ذلك الحين رئيس الأركان الثالث والعشرين للجيش، خلفا لـ أفيف كوخافي.

تولى هاليفي مهام منصبه وه في الخامسة والخمسين من عمره، بعد ترقيته لمنصب جنرال، بحضور وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأعضاء من الحكومة.

وكان هاليفي قد انضم إلى صفوف جيش الاحتلال قبل نحو 38 عاما، وشغل مناصب عدة، من بينها نائب رئيس أركان الجيش، وهو الآن يشغل منصب رئيس الأركان.