الساعات الأخيرة.. كواليس انسحاب بايدن من الانتخابات

كتبت/مرثا عزيز
جاء إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الانتخابي بشكل مفاجئ، ليثير موجة من التكهنات حول كواليس الساعات الأخيرة قبل إعلان انسحابه، وهل تعرض بايدن لأي ضغوط من أنصاره في الحزب الديمقراطي.
كشفت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» تفاصيل الساعات الأخيرة قبل إعلان بايدن انسحابه.
قالت «واشنطن بوست» إن بايدن تحدث هاتفياً بعد ظهر السبت الماضي مع مستشاره ستيف ريكيتي، وجين أومالي ديلون، رئيسة حملته، وطلب منهما الحضور إلى منزله. وطبقا للصحيفة، فقد اجتمع بايدن مع كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس وكبار موظفي الحملة الانتخابية لإبلاغهم بتخليه عن حلمه بالترشح لولاية ثانية.
وكتب زينتس إلى فريق البيت الأبيض في الساعة 2:26 مساءً قائلاً: «هناك الكثير مما يجب القيام به، وكما يقول الرئيس بايدن، لا يوجد شيء لا تستطيع أميركا فعله – عندما نفعل ذلك معًا».
لم يطلع أحد على نيته
أما صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد أشارت إلى أن بايدن لم يخبر معظم موظفيه إلا قبل دقيقة واحدة من إعلانه، الأحد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن انسحابه من السباق الرئاسي. كما استمرت الحملة في التخطيط للرحلات وجمع التبرعات لبايدن يوم السبت، حيث تم إرسال بريد إلكتروني لجامعي التبرعات حتى بعد نشر بايدن لرسالة إعلانه.
وخلال الأسبوع الماضي، اجتمع بايدن مع طاقم صغير من العائلة والمستشارين في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، لمناقشة الأمر بعد تعرضه لضغوط كبرى داخل الحزب الديمقراطي. وقالت المصادر إن موقف الرئيس بايدن كان حازماً ونهائياً، واعتبره الكثيرون داخل الحزب الديمقراطي امتداداً للاحترام الذي يستحقه الرئيس.وأضافت الصحيفة أن هذه المعلومات تم الحصول عليها من خلال مقابلات مع أكثر من عشرة مصادر مطلعة من داخل حملة بايدن والبيت الأبيض وكابيتول هيل، بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
استطلاعات الرأي
وقال أحد المطلعين على المحادثات: «كانت أرقام استطلاعات الرأي التي حصلوا عليها مؤخراً مثيرة للقلق للغاية بالنسبة لهم، حيث تراجعت شعبية الرئيس بشكل كبير».
وبذلك ينضم الديمقراطي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً إلى النادي المحدود للغاية من الرؤساء الأميركيين الذين سحبوا ترشحهم لولاية ثانية. وما إن نشر بايدن رسالته حتى أعلنت هاريس، أول امرأة وأول شخص أسود يتبوأ منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، أنها مستعدة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بهدف هزيمة دونالد ترامب.
احتضن زعماء بارزون في الحزب الديمقراطي بسرعة نائبة الرئيس كامالا هاريس بعد إعلان بايدن انسحابه، على أمل أن تؤدي الخلافة السلسة إلى إنهاء شهر من الفوضى وتحويل مسار السباق الانتخابي بعد أن ساد اعتقاد بتقدم الجمهوريين.
حملة هاريس للرئاسة
وبسرعة مذهلة، تولت هاريس زمام العملية السياسية واتصلت بزعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس ومجالس الولايات لطلب دعمهم، وغيرت حملة بايدن اسمها رسمياً إلى حملة «هاريس للرئاسة»، مما أتاح لها الوصول الفوري إلى حساب كان به 96 مليون دولار نقداً في نهاية يونيو/حزيران.
وكشف موقع «أكسيوس» عن تدفق التبرعات للحملة الرئاسية لنائبة الرئيس هاريس بعد انسحاب بايدن، حيث تمكنت من جمع 46.7 مليون دولار عبر تبرعات الديمقراطيين بعد إطلاق حملتها. وبهذا يصبح رصيد حملة كامالا هاريس منذ اللحظات الأولى ما يقارب 143 مليون دولار.