سيناريوهات الديمقراطيين للإطاحة ببايدن.. وخيارات الرئيس لحفظ ماء الوجه

كتبت/مرثا عزيز
تواجه محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن للبقاء في البيت الأبيض المزيد من العوائق والاضطرابات، إذ ذكرت تقارير إخبارية، وفقاً لوكالة رويترز، أن شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي تحثه سراً على الانسحاب من السباق الرئاسي.

وذكرت تقارير نشرتها وسائل إعلام عدة أن تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وحكيم جيفريز، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، ونانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، عبروا جميعاً لبايدن مباشرة عن قلقهم العميق في الأيام القليلة الماضية.

وأضافت التقارير أن مضمون ما نقلوه لبايدن هو أنهم يخشون من أنه لن يخسر فقط فرصة البقاء في البيت الأبيض، بل أيضاً سيكبد الحزب أي فرصة لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب في الانتخابات التي ستجرى في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.

ويرفض بايدن (81 عاماً) حتى الآن الاستجابة لدعوات علنية من 20 عضواً ديمقراطياً في الكونغرس للانسحاب من السباق الرئاسي بعد أداء سيء ظهر به في المناظرة الرئاسية أمام ترامب (78 عاماً) في 27 يونيو/حزيران.

وتفاقمت مشاكل بايدن يوم الأربعاء عندما أثبتت فحوص إصابته بكورونا خلال زيارة إلى نيفادا في إطار حملته الانتخابية، مما اضطره إلى العودة إلى منزله في ديلاوير للقيام بمهامه وهو في العزل.

وأظهر التحالف الديمقراطي الداعم للرئيس بايدن علامات جديدة على التصدع يوم أمس الأربعاء، حيث نجح كبار القادة في الكونغرس في الدفع لتأجيل التصويت الإجرائي على ترشيحه، ودعا النائب آدم شيف من كاليفورنيا بايدن إلى الانسحاب من السباق وسط مخاوف الحزب المتزايدة من خسائر فادحة في التصويتأظهرت التطورات الجديدة أن الجهود الرامية إلى الإطاحة ببايدن، على الرغم من هدوئها في أعقاب محاولة اغتيال دونالد ترامب مباشرة، لم تتوقف.

وبشكل منفصل، حذر جيفري كاتزنبرج، حليف بايدن ومستشار حملته منذ فترة طويلة، الرئيس في اجتماع في لاس فيجاس هذا الأسبوع من أن المانحين يشعرون بالقلق وأن جمع التبرعات لسباقه يضعف، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثة.

الجمهوريون متحدون
في المقابل، سيختتم ترامب المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي استمر أربعة أيام في ميلووكي بأول خطاب علني يلقيه منذ نجاته من محاولة اغتيال في بنسلفانيا يوم السبت، حيث أصابت رصاصة أذنه.

وأظهر المؤتمر وحدة في صفوف الجمهوريين في مشهد يتناقض مع الانقسامات التي تعصف بالحزب الديمقراطي، إذ قدم منافسون بارزون لترامب على ترشيح الحزب تأييداً قوياً لموقفه على الرغم من انتقادهم له في السابق، ومن بينهم نيكي هيلي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، وكذلك حاكم فلوريدا رون دي سانتيس.

هل سينسحب بايدن؟
لا يمكن إجبار بايدن على التنحي عن الترشح للانتخابات الرئاسية، كما يتفق خبراء قانون الانتخابات، لكن من الممكن أن يقوم بذلك من تلقاء نفسه، حيث فاز بايدن بأصوات أكثر من 90% من مندوبي الولايات المختلفة في الانتخابات التمهيدية لمرشحي الحزب الديمقراطي، وسط غياب أي منافسة جادة.

وفي حال تنحي بايدن في أي وقت قبل انتهاء مؤتمر الحزب الديمقراطي، فإنه لن يؤدي إلى أي مشاكل من الناحية القانونية.ووفقاً لصحيفة الغارديان، فقد أفادت تقارير أن جو بايدن أصبح أكثر انفتاحاً على الدعوات التي تطالبه بالتنحي عن منصبه كمرشح، وأنه أصبح أكثر انفتاحاً في الأيام الأخيرة على سماع الحجج التي تطالبه بالتنحي عن منصبه كمرشح رئاسي ديمقراطي بعد أن أبلغه زعيما الحزب الرئيسيان في الكونغرس أنهما يشككان في قدرته على هزيمة دونالد ترامب.

وبينما يواصل الرئيس إصراره على أنه سيكون مرشح الحزب في نوفمبر/تشرين الثاني، وردت أنباء عن أنه بدأ في طرح أسئلة حول بيانات استطلاعات الرأي السلبية وما إذا كانت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تعتبر المرشحة المفضلة لتحل محله إذا انسحب، ستحقق نتائج أفضل.

ووفقاً لموقع أكسيوس، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو انسحاب بايدن وتأييده لهاريس – لكنه يميل أيضاً إلى السماح للمندوبين بتسوية الأمر إذا شعر الحزب بخلاف ذلك. ويهدف هذا إلى نزع فتيل أي انتقادات بأن الحزب الديمقراطي غير ديمقراطي.

ونقل أكسيوس عن مصادر من كبار الديمقراطيين أن الضغط من قادة الحزب بالكونغرس ومقربين سيقنع بايدن بالانسحاب من السباق.

كما نقل موقع أكسيوس عن مصادر بالحزب الديمقراطي أن بايدن استسلم سراً للضغوط واستطلاعات الرأي السيئة ويستحيل عليه مواصلة حملته.

كيف يدير الحزب الديمقراطي عملية الانسحاب؟
وفقاً لسؤال طرحته صحيفة نيويورك تايمز -هل يمكن استبدال الرئيس بايدن على رأس قائمة الحزب الديمقراطي للرئاسة؟ خصوصاً بعد أداء بايدن المتعثر في المناظرة في أواخر يونيو/حزيران ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، فكانت الإجابة بنعم، وذلك حال افتراض أن بايدن قرر من تلقاء نفسه التنحي.وقالت الصحيفة: «لكن إذا قرر بايدن عدم التنحي، فإن الإجابة المختصرة هي على الأرجح لا»، وفي كلتا الحالتين، فإن العملية سوف تكون معقدة وسوف تفتح الباب أمام اضطرابات سياسية بين الآن وحتى موعد اجتماع المندوبين الديمقراطيين للتصويت على مرشح في مؤتمرهم في أغسطس/آب.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن له سلطة الانسحاب من السباق وإطلاق سراح جميع المندوبين الملتزمين الذين جمعهم – 3894 من 3937 ملتزماً حتى الآن، وفقاً لإحصاء وكالة أسوشيتد برس – أثناء مسيرته نحو الترشيح، وإذا فعل ذلك، فسيكون هؤلاء المندوبون أحراراً في التصويت لمن يختارونه.

ونقلت نيويورك تايمز عن إيلين كامارك، زميلة بارزة في مؤسسة بروكينجز، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، وخبيرة في قواعد وإجراءات المؤتمرات الحزبية قولها: «الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحدث بها ذلك دون موافقة بايدن هي إذا قررت أغلبية حوالي 4000 مندوب أنه لا ينبغي أن يكون المرشح، وأن لديهم شخصاً أفضل».

ماذا سيحدث إذا انسحب بايدن بعد المؤتمر؟
تمنح الإجراءات الرسمية للجنة الوطنية الديمقراطية الخاصة بالمؤتمر، والتي تم اعتمادها في عام 2022، اللجنة سلطة اختيار مرشح جديد إذا انسحب أو توفي أي عضو من أعضاء القائمة – المرشح الرئاسي أو نائب الرئيس.

وكان من المقرر أن يقوم رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية في الكونغرس جيمي هاريسون بالتشاور مع الزعماء الديمقراطيين وجمعية الحكام الديمقراطيين، وتقديم تقرير إلى اللجنة الوطنية الديمقراطية، ولكن الأعضاء أنفسهم سيكون لهم الكلمة الأخيرة.وبموجب الخطة الحالية، سيبدأ التصويت عبر الإنترنت في وقت مبكر من الأول من أغسطس/آب، ويهدف مسؤولو الحزب إلى الانتهاء من ترشيح بايدن رسمياً بحلول السابع من أغسطس/آب – أي قبل أسبوعين تقريباً من بدء المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو.

يذكر أن موقع

موقع «أكسيوس»الأميركي أكد في تصريحات نقلها عن عدد من كبار الديمقراطيين أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن استسلم للضغوط المتزايدة عليه لعدم الترشح للدورة القادمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأوضح الموقع يوم الخميس أن الضغوط المتزايدة من زعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس والأصدقاء المقربين ستقنع الرئيس بايدن باتخاذ قرار الانسحاب من السباق الرئاسي في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع.