رسائل وراء قرار الكنيست رفض قيام الدولة الفلسطينية

كتبت/مرثا عزيز
تصويت الكنيست بأغلبية ساحقة، فجر اليوم الخميس، على قرار يرفض قيام الدولة الفلسطينية يكشف عن رسائل إسرائيلية وراء القرار بحسب الباحث السياسي الفلسطيني أحمد زكارنة.
وأوضح أن الرسالة الأولى هي تحدٍّ سافر للموقف الدولي الذي بدأ يتبنى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مع صعود تحولات كبرى داخل الشارع الأوروبي والأميركي لصالح القضية الفلسطينية.
وأضاف في مداخلة لقناة الغد أن المشاهد الدموية لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلقت طوفانا بين شباب العالم وحراكا طلابيا يدرك حقيقة القضية الفلسطينية.
وأشار زكارنة إلى أن إقامة دولة فلسطين أحد أبرز المطالبات في المظاهرات المناصرة لغزة حول العالم، مضيفا: «هكذا يسعى نتنياهو لقطع الطريق على هذه القناعات».
اللوبي اليهودي
وقال زكارنة للغد إن الرسالة الثانية يحملها معه نتنياهو ويذهب بها إلى الكونغرس الأميركي حيث داعميه من المنظمة اليهودية في الولايات المتحدة «إيباك» واللوبي الصهيوني، الأسبوع المقبل، مدعيا أن إسرائيل تبنت هذا التصويت بشكل ديمقراطي.وأضاف زكارنة أن هذه الرسالة تعتمد على تمرير الوقت على أمل أن يتولى دونالد ترمب الرئاسة الأميركية.
وأضاف الباحث السياسي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عمد منذ عقد من الزمان على تحويل إسرائيل إلى دولة أصولية شمولية، وهو ما أنتج مشهد تصويت الكنيست، حيث يعبر عن مفاهيم فاشية على المستوى الداخلي.
تشكيك في حل الدولتين
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية دكتور زياد أبو زنيط إن إسرائيل ومنذ اللحظة الأولى لم توافق على إقامة الدولة الفلسطينية، وترى أن الفلسطينيين خطر على وجود دولة إسرائيل، لكنها تتحرك حسب سياسة المراحل، وفي كل مرحلة تتذرع بهاجس معين أو ذريعة معينة.
وقال أبو زنيط للغد: «إن ما حدث اليوم من تصويت الكنيست على رفض إقامة دولة فلسطينية، يحمل رسالة واضحة تؤكد موقف اليمين المتطرف من ملف السلام، ومعنى الرسالة استباق أي حل دولي للصراع العربي الإسرائيلي، واستباق أي مفاوضات قد تحدث بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وصوتت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي بأغلبية 68 صوتا على مقترح يعلن موقفها الرافض لإقامة دولة فلسطينية.
وقدَّم المقترح كتلة اليمين الرسمي بزعامة غِدعون ساعر وصوت لصالحه أعضاءٌ من حزب الليكود والقوة اليهودية والصهيونية الدينية والمعسكرُ الرسمي وإسرائيل بيتنا.
ونشبت مشاداتٌ حادة كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدي داخل الكنيست بعد وصف وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أعضاء الكنيست العرب بـ«الإرهابيين».