4 تلاحق بايدن في سباق الرئاسة الأميركية

4 أزمات
كتبت/مرثا عزيز
زادت دعوات كثيرين داخل الحزب الديمقراطي مؤخرا بضرورة انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي أمام منافسه دونالد ترمب.
وجاءت تلك الدعوات بعد أن تكررت هفوات بايدن، وأثيرت الشكوك حول قدراته العقلية، وحالته الصحية، وفي ظل استطلاعات رأي تشير إلى تقلص حظوظه في الفوز بسباق الرئاسة.
وفي حلبة السباق الانتخابي بين الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب، على الفوز بالرئاسة الأميركية، ظهرت 4 أزمات ملحة أمام بايدن قد تشكل عبئا جديدا على حملته، هي كالتالي:
استطلاعات الرأي
يتطرق نيكولاس كريستوف في مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز» – والذي حمل عنوان «هل يستطيع الديمقراطيون إيجاد الشجاعة لإخبار بايدن الحقيقة؟» – إلى استطلاعات رأي تظهر تخلف بايدن، في معظم أو كل الولايات المتأرجحة.
وألقى المقال الضوء على أن أسواق المراهنات تعطي بايدن فرصة واحدة تقريبا من كل خمسة للفوز بالانتخابات. لكنها تعطي ترمب فرصتين من كل ثلاثة للفوز بالانتخابات.
وأوضح كريستوف أن استطلاعات الرأي وتاريخ الانتخابات يشيران أيضا إلى أن ترمب مرشح ضعيف، لكن الديمقراطيين في طريقهم إلى ترشيح مرشح أضعف.
كما أورد تقرير نشرته واشنطن بوست تحت عنوان «جيفريز وشومر حذرا بايدن من أنه قد يعرض الديمقراطيين للخطر» إنه قبل المناظرة الرئاسية الشهر الماضي، والتي تعثر فيها بايدن مرارًا وتكرارًا ، أظهرت استطلاعات الرأي الداخلية للديمقراطيين أن عملية الدعم التي يتلقاها تنخفض عن مستوياتها مقارنة بعام 2020 بهامش كبير في المناطق الرئيسية، وفقًا لأشخاص مطلعين على البيانات.
واستعرض التقرير أن فريق بايدن كان يأمل منذ فترة طويلة أن تعزز المناظرة من مؤيديه، لكن الأمر لم ينجح.وانتقل لتسليط الضوء على حالة قلق لدى العديد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، نظرًا لأن بايدن يتخلف عن ترمب في العديد من استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة التي لا يزال مرشحو مجلس الشيوخ الديمقراطيون يتقدمون فيها.
وفي السياق ذاته، أخبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بايدن بأن استطلاعات الرأي تظهر أنه لا يستطيع هزيمة دونالد ترمب وأن الرئيس قد يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة السيطرة على مجلس النواب، حسبما ذكرت شبكة سي.إن.إن نقلا عن 4 مصادر مطلعة.
كما ذكرت شبكة إيه.بي.سي نيوز أمس الأربعاء أن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أبلغ بايدن في اجتماع يوم السبت الماضي بأنه سيكون من الأفضل للبلاد والحزب الديمقراطي إذا انسحب من السباق الرئاسي.
محاولة اغتيال ترمب
ويذهب نيكولاس كريستوف إلى مشكلة أخرى تزيد من فرص منافس بايدن قائلا: «ترمب تعامل مع محاولة الاغتيال بشجاعة وثقة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تحيز استطلاعات الرأي، وهو سبب إضافي للديمقراطيين للضغط على بايدن للتنحي وإفساح المجال لنائبة الرئيس كامالا هاريس».
في المقابل، خلص استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس الثلاثاء المضي إلى أن المرشح الرئاسي الجمهوري ترمب حصل على تأييد 43% من المشاركين في الاستطلاع مقابل 41% للرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن، وهو فارق هامشي يشير إلى أن محاولة الاغتيال لم تؤثر على معنويات الناخبين.
لكن 80% من الناخبين المشاركين في الاستطلاع ومنهم ديمقراطيون وجمهوريون اتفقوا على أن «البلاد تخرج عن نطاق السيطرة».
ونجا ترامب يوم السبت من محاولة الاغتيال بعد أن أطلق قاتل محتمل رصاصة أصابت أذن الرئيس السابق بينما كان يتحدث في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.الابتعاد عن المتخصصين
وذهب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بعنوان «دائرة بايدن تتقلص مع خوف الديمقراطيين من القضاء على الانتخابات» إلى الحديث عن أنه على مدى الأسابيع الثلاثة تقريبًا منذ أن صعد الرئيس بايدن إلى منصة المناظرة في أتلانتا، لم تكن استشاراته الأقرب مع رئيس موظفي البيت الأبيض، أو كبير استراتيجيي الاتصالات لديه، أو حتى زعيم حملته.
ويعتمد بايدن على أفراد عائلته – وهي عشيرة متماسكة تضم ابنه هانتر والسيدة الأولى جيل بايدن – وفق المعلومات التي تسوقها الصحيفة نقلا عن مصادر مسؤولة، إلى جانب مجموعة صغيرة من الموالين لتوجيهه عبر الأزمة التي خلقها بنفسه وقمع التمرد المتزايد ضد ترشيحه من داخل حزبه.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى نيويورك تايمز لم يتشاور بايدن بشكل مباشر مع خبراء استطلاعات الرأي في فريق حملته المكون من 500 شخص حول حالة السباق ضد دونالد ترمب، بل اعتمد بدلاً من ذلك على مايك دونيلون، وهو صديق قديم وخبراء استطلاعات رأي سابق وخبير في رسائل حملة بايدن، لتلخيص الأرقام، مع مذكرات منتظمة ومكالمات هاتفية يومية عديدة.
وأوضح أن بايدن يتحدث بشكل متكرر مع ابنه هانتر بايدن، الذي يتصل ويرسل رسائل نصية إلى الرئيس والسيدة الأولى عدة مرات في اليوم لمعرفة كيفية تعاملهما مع هجوم التدقيق المحيط بصحة والده ولياقته العقلية وحملته الرئاسية النهائية.
وتستند الصحيفة إلى المقابلات الأخيرة مع أكثر من 30 شخصًا، تحدث بعضهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة محادثات خاصة حول الحملة، عن أن الأشخاص الذين يقودون بايدن عبر أكبر أزمة سياسية في رئاسته هم مؤمنون حقيقيون بـ«أسطورة جو بايدن» ويتجاهلون الآراء المخالفةأزمات صحية
وألقت نيويورك تايمز الضوء في تقرير تحت عنوان «بايدن أصبح أكثر تقبلاً لسماع طلبات التنحي» على أنه في ظل الأزمة التي تعيشها حملته الانتخابية، جاءت نتيجة اختبار بايدن إيجابية لفيروس كورونا مساء الأربعاء، متسببة في تهميش الرئيس في الوقت الذي كانت حملته تأمل في تكثيف ظهوره العام في محاولة لإظهار أنه قادر على البقاء في السباق.
وأجبرت الإصابة بايدن على إلغاء حدث انتخابي في لاس فيغاس ومن المرجح أن يبتعد عن المشاركة لعدة أيام بعد انتهاء مؤتمر ترشيح الرئيس السابق دونالد جيه ترامب يوم الخميس.
وأوضحت، أن من المؤكد أن الإصابة بكورونا ستعقّد قدرة الرئيس على الرد على منتقديه، الذين قال العديد منهم إنهم يريدون منه أن يظهر أنه لا يزال يتمتع بالحيوية والطاقة لملاحقة القضية ضد ترمب في التجمعات الانتخابية والمقابلات وغيرها من الأحداث.
ورجحت أنه إذا استمرت نتائج اختبار بايدن إيجابية للأسبوع المقبل أو أكثر، فقد يمنعه ذلك من المشاركة في الحملة الانتخابية.
وأشار التقرير إلى أنه حال استمرار احتقان الأنف والسعال، كما أفاد طبيبه يوم الأربعاء، فقد يعيق ذلك أيضا قدرته على الأداء الجيد في أي مقابلات يمكن لحملته جدولتها من منزله.
ويشير مقال للكاتب الأميركي تشارلز لين بعنوان: «المشكلة في ترشح بايدن لا تكمن في السن» إلى أن الضرر الذي لحق بآفاق الديمقراطيين لا يتعلق فقط بانقطاعات الذاكرة المتكررة لدى الرئيس وارتباكه؛ أو صوته الضعيف عند التحدث؛ أو نوبات الغضب غير اللائقة.
واعتبر لين أن الأزمة الحقيقية في إصرار بايدن على الترشح يتطلب من الديمقراطيين أن يصدقوا، أو يتظاهروا بتصديق، كذبة مفادها أنه ذكي وذو لياقة بدنية وجاهز للحكم لمدة أربع سنوات أخرى.