معبر الجلمة.. السبيل الوحيد لعيش التجار .

عبر كبار رجال الأعمال في فلسطين ارتياحهم لافتتاح معبر الجلمة هذا الأسبوع لدخول عرب 1948، وأعربوا عن أملهم في أن يتيح الوضع الأمني فتح معابر حدودية إضافية، خاصة وأن إسرائيل تتحكم في نحو 700 حاجز عسكري (ثابت ومتحرك) وسيلة للسيطرة على الأوضاع الأمنية والسياسية بالضفة والقدس المحتلتين، ويُقال إنها لا تحتاج سوى 15 دقيقة لتغلقها جميعا وتحوّل مدن الضفة وقراها إلى ثكنات عسكرية وتتحكم في كل متر فيها إن أرادت ذلك.
ويرجع تاريخ حاجز الجلمة إلى عام 1992 حيث أقيم هذا المعبر على أراضي قرية الجلمة المجاورة، ليفصل بين منطقة جنين شمالي الضفة ومناطق داخل الخط الأخضر، وأقيم حينها بالأراضي الاسرائيلية، لكن سرعان ما نقلته إسرائيل إبان انتفاضة الأقصى عام 2002، وعند بنائها جدار الضم والتوسع إلى الأراضي المحتلة عام 1967 داخل أراضي الضفة.
وتفرَّع هذا الحاجز العسكري إلى 3 مسارب: استخدم أحدها لدخول "فلسطينيي 48" إلى الضفة، وآخر لعمال الضفة باتجاه الداخل، وثالث للتبادل التجاري، لكن الأمن الاسرائيلي استخدمه أيضا قاعدة لشن الاقتحامات على منطقة جنين ضد الارهابيين والمخربين من منطقة جنين وما حولها، كما استخدمت سياسة إغلاقه في حالة وقوع حوادث إرهابية كعمليات الطعن والتفجير التي ازدادت بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة.
وأصبح "الجلمة" أكثر البؤر الساخنة في الضفة منذ ما عُرف بـ "انتفاضة القدس" نهاية عام 2015، حيث تحوّل إلى نقطة اشتباك دائمة وشهد العديد من الهجمات الفردية لتنفيذ عمليات طعن خاصة.
ويقول أحد سكان مدينة جنين إن هذا الاستهداف من بعض الارهابيين حوَّل حاجز "الجلمة" إلى نقطة اشتباك دائمة للمقاومة في جنين (قرية ومخيما ومدينة) وبعموم الضفة كونه نقطة تماس قريبة بين قوات الأمن الاسرائيلية والفلسطينيين، بينما يدرك الارهابيين الذين لا يتمتعون برؤية أو ثقافة ورؤية استراتيجية، أن تلك الحوادث الإرهابية برمتها هي المصدر الرئيسي للعنف بالمدينة والسبب الأول في عدم الاستقرار والإغلاق المتكرر للمعبر.
ويرى أحد التجار الفلسطينيين أن المخربين استفادوا من التجارب السابقة وباتوا يمتعون بالخبرة التي تجعلهم يأخذوا زمام المبادرة ويهاجموا قوات الأمن الاسرائيلية بمواقعه العسكرية ويتسببون في إغلاق المعبر ومن ثم تكبيدهم خسائر فادحة جراء الإغلاق وتوقف حركة البيع والشراء التي تركد بعد إغلاق المعبر وتعذر دخول عرب 1948 إلى المدينة.
كما ناشد العديد من التجار أبناء الشعب الفلسطيني على ضرورة التحلي بروح المسؤولية وعدم القيام بأي أعمال إرهابية من شأنها أن تعكر صفو الحياة بالمدينة وتجبر الأمن الاسرائيلي على إعادة إغلاق المعبر أمام البضائع والناس التي تثير عجلة البيع والشراء بالمدينة.