المرصد الأورومتوسطي: مذبحة مجمع الشفاء دليل على ارتكاب إسرائيل جرائم مكتملة الأركان
كتبت/مرثا عزيز
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، أن آثار المذبحة في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه دليل على ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم مكتملة الأركان.
وأضاف المرصد في بيان أن المذبحة التي ارتكبها الاحتلال ما تزال تتكشف بعد نحو أسبوعين من انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الأدلة تُبيّن أن جيش الاحتلال ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان وقائمة بحد ذاتها، بما في ذلك تنفيذ عمليات إعدام وقتل غير قانونية ضد مدنيين.
وبحسب بيان المرصد الأورومتوسطي فإن جيش الاحتلال حاول إخفاء معالم الجريمة من خلال دفن جثامين الضحايا والتمثيل بها في ساحة مستشفى الشفاء.
وأكد المرصد أن نشطاءه وثقوا «مشاهد مروّعة لأشلاء وجثامين متناثرة في ساحات مستشفى الشفاء التي حَوَت كذلك حفرة كان الجيش حفرها ووضع فيها عددًا من جثامين الضحايا بعد إعدامهم ميدانيًّا».
ويواصل المرصد التحقيقات وجمع الشهادات «بما في ذلك قتل وإعدام واستهداف المئات من المدنيين الفلسطينيين، فيما لا زال مصير عشرات آخرين مجهولا وأصبحوا في عداد المفقودين».
وإضافة إلى ذلك، فقد أخضع جيش الاحتلال المئات من المرضى والجرحى داخل المستشفى عمدًا لظروف غير إنسانية عرّضت حياتهم لخطر الموت المحدق، وبخاصة من خلال الحصار والتجويع والحرمان من تلقي الرعاية الصحية.عراة وحفاة
كما تم إجبار آلاف النازحين الفلسطينيين على الفرار من القصف والتدمير الإسرائيلي لأقسام مجمع الشفاء وأقسامه وغرفه وتجريف ساحاته، وحرق مبانيه، التي أصبحت معظمها آيلة للسقوط.
وأفاد المرصد بأن باحثيه قد أجبروا على النزوح عراة وحفاة ما عدا من الملابس الداخلية السفلية إلى جانب مئات المدنيين داخل المستشفى، قبل أن يصلوا إلى منطقة مستشفى المعمداني شرقي غزة، ويعطيهم السكان بعض الملابس والأحذية.
وأكد المرصد على أن تدمير مجمع الشفاء الطبي، وما رافق ذلك من جرائم، يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وجدد المرصد دعوته إلى الجهات والمؤسسات الدولية الموجودة والعاملة في قطاع غزة، بما في ذلك مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى توثيق الأدلة الجنائية كافة المرتبطة بالانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه، وسماع شهادات الضحايا والشهود.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد تبنى قرارا يوم الجمعة يدعو إلى محاسبة إسرائيل على احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وشدد القرار على «ضرورة ضمان المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لوضع حد للإفلات من العقاب».
وفي يناير/كانون الثاني قضت محكمة العدل الدولية، ردا على اتهام من جنوب أفريقيا، بأن المزاعم بانتهاك إسرائيل بعض الحقوق المكفولة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية مقبولة وأمرت باتخاذ إجراءات طارئة بما في ذلك دعوتها إلى وقف أي أعمال إبادة جماعية محتملة. لكن جيش الاحتلال واصل القصف ما أسفر عن شهداء وجرحى بصورة يومية.
