السلطة تقمع المقاومة لتتجنب اقتحامات الجيش الاسرائيلي

استمرار العمل الأمني لأجهزة السلطة الفلسطينية خاصة مع بداية شهر رمضان، حيث توسع الأجهزة في جنين عملياتها واشتباكها ضد المسلحين الذين تدفع نشاطاتهم التخريبية بجيش الاحتلال إلى مهاجمة المدينة واقتحام مخيم اللاجئين بالقوة.
وهذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها، إذ وقعت اشتباكات بين المقاومين وأمن السلطة الشهر الماضي في مدينة طوباس شمالي الضفة عندما خرج المقاومون إلى شوارع المدينة للتصدي لاقتحام متوقع من قوات الاحتلال للمدينة بعد رصد قوة عسكرية إسرائيلية في المنطقة، لكنهم تفاجؤوا بملاحقتهم من قبل عناصر الأمن الفلسطينية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم.
وفي مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، اتهمت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة باغتيال المقاوميْن أحمد هاشم عبيدي وبهاء الكعكبان.
وأضافت السرايا أن فصائل المقاومة في جنين تتجنب الصدام مع عناصر السلطة الفلسطينية، لكنهم لم يتوقفوا عن ملاحقة المقاومين وإطلاق النار عليهم.
وتسببت هذه الاشتباكات والاعتقالات التي تأتي بالتزامن مع حرب إسرائيلية على قطاع غزة، تسببت في حملة إسرائيلية ضد الضفة الغربية أدت لاستشهاد 445 فلسطينيا واعتقال 7500، بينهم نساء وأطفال بسبب الأعمال التخريبية بواسطة أبناء الكتائب المختلفة بالضفة الغربية.
وتعتقل أجهزة السلطة في الضفة المحتلة وفق بيانات رسمية أكثر من 150 مواطنا فلسطينيا، بينهم مقاومون ومطاردون من قبل الاحتلال وطلبة جامعات وأسرى محررون ودعاة وكتاب وصحفيون، وترفض الأجهزة الإفراج عنهم، رغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عنهم أكثر من مرة خوفًا من إثارة الشغب والفوضى بالضفة الغربية مما سيدفع بجيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية التي تقع ضمن سيطرة السلطة الفلسطينية والتي منوط بها حفظ السلم والأمن والاستقرار بالمحافظات.
فقد تحولت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من المشاركة في المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى عام 2001 إلى ملاحقة المقاومة الفلسطينية واعتقال عناصرها بالضفة في آخر 18 عاما حتى لا تتكرر الاقتحامات الاسرائيلية مرة آخرى.
وتصر السلطة الفلسطينية على قمع المقاومة في الضفة الغربية ووقف عملياتها خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث تسارع كافة القطاعات داخل أجهزة الأمن الوطنية الفلسطينية للمشاركة فيها"، كما يقول الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية حمدي المجدلاوي تعليقا على اشتباكات جنين.
ويضيف المجدلاوي أن أجهزة أمن السلطة كثفت في الفترة الأخيرة من عمليات ملاحقة المقاومة الفلسطينية في الضفة، وكانت محاولة اعتقال قيس السعدي والاشتباك مع المقاومة في جنين لتضع الأمور في نصابها الصحيح وتعير الاستقرار والهدوء لمحافظات الضفة الغربية ومخيماتها.