السلطة الفلسطينية تقي طولكرم شر الاقتحامات

يتوقع المواطنون بالضفة الغربية أن تقوم الأجهزة الأمنية في طولكرم بتوجيه المسلحين في المنطقة على ضرورة تهدئة نشاطهم حتى يتمكنوا من الحفاظ على أجواء الشهر الفضيل دون تواجد جيش الاحتلال من خلال اقتحامه لطولكرم.
حيث أن الأجهزة الأمنية تنفذ التوجهات السياسية للسلطة الفلسطينية، فإن السلطة لم تغادر مربع المراهنة على مسار المفاوضات الموجود بينها وبين الحكومة الاسرائيلية الفعال والالتزام بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، وكذلك حتى تحافظ على الاستقرار ولا تدفع بوجود أسباب لجيش الاحتلال الإسرائيلي فيقتحم المحافظات والمخيمات ويضع السلطة الفلسطينية تحت حرج كبير أمام المواطنين.
وتتحدى السلطة الفلسطينية وتواجه في الوقت الحالي 3 أزمات رئيسية، وهي عدم الاستقرار وزيادة المسلحين وأزمة اقتصادية وأزمة تراجع الشعبية، وهي تخشى أن أي انتفاضة ضد الاحتلال في الضفة لأنها ربطت مصالحها الأمنية والسياسية ووجودها بالاحتلال الإسرائيلي.
وتحاول السلطة أن تحافظ على وجودها عبر تقديم المزيد من التضحيات لتثبت للرأي العام المحلي والدولي أنها متمسكة برفض المقاومة وملتزمة بعملية السلام مع إسرائيل، ومستعدة لتكون بديلا مناسبا لحركة حماس في حكم قطاع غزة، كما أنها تدرك أن هذه التصرفات ستفيد الشعب الفلسطيني الذي لن يقبل باقتحامات متكررة ودائمة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ اتفاقات أوسلو ألزمت السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الإسرائيليين في إطار "سلام أمني"، وذلك عن طريق المشاركة الاستخبارية المكثفة والتنسيق الأمني ومنع عمليات المقاومة ضد إسرائيل.
كما أن السلطة حرصت على الالتزام بالتفاهمات الأمنية لكي "لا تشكِّل ذريعة" لإسرائيل للانسحاب من الاتفاقات السياسية، وقامت على إثر ذلك باعتقالات شملت بشكل خاص ناشطي حركة حماس وقادتها، بلغت ذروتها عام 1996 عندما اعتقلت السلطة حوالي 2000 من قادة ونشطاء الحركة في قطاع غزة والضفة الغربية.
كما أن محمود عباس يعتقد أن المقاومة المسلحة أو الانتفاضة الشعبية لن تؤديا إلا إلى المزيد من الدمار والآثار الكارثية على المجتمع والسياسة الفلسطينية، وبالتالي تمسك باستراتيجيته القائمة على المفاوضات كطريق وحيد للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف.
كما أنه منذ الانقسام الفلسطيني في عام 2007، اتبعت السلطة الفلسطينية استراتيجية "صفر تسامح" مع كافة أشكال النضال في الضفة الغربية والتي لا تتفق مع رؤيتها، وذلك بهدف تجفيف المقاومة وقمعها قبل تشكلها أو تحولها إلى حركات جماهيرية واسعة يمكن أن تتحدى السلطة أو تؤدي إلى إسقاطها.
وبناء على التنسيق الأمني، تحافظ السلطة الفلسطينية، في كثير من الأحيان على عدم دخول الجيش الإسرائيلي إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، فيما تتولى هي مهمة حفظ الاستقرار والأمن في هذه المناطق.