يعاني وضعا كارثيًّا».. ماذا تعرف عن مجمع ناصر الطبي بخان يونس؟

كتبت/مرثا عزيز
وجهت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة لإنقاذ مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي قطاع غزة من القصف الإسرائيلي المتواصل.
صرحت وزارة الصحة بأن الدبابات الإسرائيلية تقصف المجمع، وتطلق النار بكثافة على الطوابق العلوية بمبنى الجراحات التخصصية ومبنى الطوارئ في المستشفى، وأوقعت عشرات الإصابات.
ومن جانبه، حذر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، من أن الوضع داخل مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي قطاع غزة «معقد وكارثي للغاية».
وقال القدرة إن الاحتلال يعزل المجمع ويعرّض حياة الطواقم والمرضى والنازحين للخطر بسبب القصف المتواصل لمحيطه.
وأضاف القدرة أن الطواقم الطبية عاجزة عن نقل الحالات الخطيرة من مجمع ناصر إلى المستشفى الميداني الأردني المجاور له، نتيجة القصف المتواصل الذي يشنه الاحتلال.
وأكد القدرة أن نحو 400 مريض غسيل كلى، لا يستطعون الوصول إلى الخدمة في المجمع، مضيفًا أن مئات الإصابات والمرضى وحالات الولادة باتوا أمام مضاعفات خطيرة نتيجة انعدام سبل الوصول إلى مجمع ناصر الطبي.
وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بالتدخل العاجل لحماية مجمع ناصر الطبي وتسهيل حركة سيارات الإسعاف منه وإليه، لإنقاذ
حياة المرضى والمصابين.ماذا تعرف عن مجمع ناصر الطبي؟
مجمع ناصر الطبي الحكومي، وعُرف سابقًا باسم مستشفى ناصر، هو أحد مستشفيات وزارة الصحة الفلسطينية العاملة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ومجمع ناصر يعد ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة، الذي يقدم الرعاية الطبية لسكان مدينة خان يونس ورفح، لكن المستشفى نفسه تطوقه مستوطنة «نافيه ديكاليم» من جهتي الغرب والجنوب ليصبح مرضاه وزواره منذ سنوات في مرمى نيران جنود الاحتلال المتمركزين داخل المواقع العسكرية بمحيط تلك المستوطنة قبل 19 عشر عامًا.
البداية
بدأ بناء مستشفى ناصر في خان يونس عام 1957 وافتُتح عام 1960 إبان فترة الإدارة المصرية لقطاع غزة على موقع ثكنات عسكرية بريطانية، تأسست عام 1940 لغايات الحجر الصحي وأمراض الحمى.
وسُمي المستشفى نسبة إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
وخلال حرب النكسة عام 1967، تحول المستشفى لعلاج الجنود الجرحى، ولاحقًا عاد لخدمة السكان المدنيين، وكان به 160 سريرًا.
وبين عامي 1972 وفبراير 1974، كان المستشفى مغلقًا للترميم ومضاعفة طاقته الاستيعابية من الأسرَّة من 112 سريرًا إلى 210 أسرَّة، يُضاف إليها 20 سريرًا لقسم العظام.
ورد في تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الأوضاع الصحية للسكان العرب في المناطق المحتلة عام 1987، أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق قسم العظام في المستشفى، ديسمبر 1984، بدعوى تلوثه، ونقلت نشاطه إلى مستشفى الشفاء في غزة.
وفي عام 1985 كان المستشفى يضم 243 سريرًا، ويتكون من أقسام الباطنة والجراحة والطوارئ والأطفال والنساء والولادة والمختبر وبنك الدم.وفي عام 1994، أنشئ مبنى جديد سُمي مستشفى التحرير، وهو يتبع مجمع ناصر الطبي، ويتكون من 3 طوابق وخُصص للعلاج الطبيعي، والعيادات الخارجية، والاستقبال، والولادة والعمليات، والأطفال والحضانة.
وفي عام 2016، انطلقت حملة تبرعات أهلية في خان يونس لإعادة ترميم وتحديث المستشفى.
وفي عام 2017، أرسل الهلال الأحمر القطري تبرعًا بقيمة 284 ألف دولار أميركي لصالح إعادة ترميم وتوسعة وتجهيز قسم القلب في المجمع.
الوضع «كارثي»
في 30 نوفمبر 2023، أكدت وزارة الصحة بغزة أن الوضع الطبي في المجمع «كارثي»، نظرًا إلى عدم قدرته على استقبال حالات مرضية، وأن المرضى يتلقون العلاج على الأرضيات وفي الممرات.
وعاودت مشرحة المستشفى استقبال ضحايا القصف البري والجوي والبحري الإسرائيلي على القطاع، بعد أن انتهت في 1 ديسمبر 2023 هدنة الأسبوع بين الاحتلال وحماس.
وفي 17 ديسمبر 2023، استقبل المستشفى جثامين 28 فلسطينيًّا، استشهدوا خلال الغارات الإسرائيلية المتواصلة على خان يونس.
وفي 18 يناير 2024، قصفت القوات الإسرائيلية التي تقاتل للسيطرة على المدينة الرئيسة في جنوبي غزة، مناطق قريبة من أكبر مستشفى لا يزال يعمل في القطاع، ما دفع المرضى والسكان إلى الفرار من معركة يخشون أن تدمر المدينة.استهداف مستشفيات غزة
تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية الهجوم على غزة في 7 أكتوبر الماضي، استهداف المستشفيات ومركبات الإسعاف في القطاع.
وقد قصف الاحتلال مجمع الشفاء الطبي غربي غزة، حيث نصبت خيام للنازحين، إلى جانب خيمة للصحفيين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
وقصفت طائرات الاحتلال أيضًا بعنف محيط مستشفى القدس، في ظل وجود الطواقم الطبية والمرضى وأكثر من 14 ألف نازح.
واستهدف الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق في مرافقه.
واستهدف الاحتلال بالقصف بوابة مستشفى النصر للأطفال، المجاور لمستشفى الرنتيسي، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين.
وشن الاحتلال أيضًا سلسلة غارات عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، الذي يؤوي عشرات آلاف الجرحى والمرضى والنازحين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين.
واستهدفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى العودة، ما أدى إلى وقوع إصابات وخروج مركبتي إسعاف عن الخدمة