مصر والصين: أمن البحر الأحمر مرتبط بوقف العدوان على غزة

كتبت/مرثا عزيز
دعت مصر والصين، إسرائيل إلى وقف أعمال العُنف والقتل واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية في غزة، واحترام القانون الدولي الإنساني والتوقف عن محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
وأصدر الجانبان بيانًا مشتركًا، عقب لقاء وزير الخارجية المصري ونظيره الصيني، وانغ يي، اليوم الأحد في القاهرة، أكدا خلاله، ضرورة النظر في التطورات بالبحر الأحمر ارتباطًا بالأوضاع في غزة، باعتبارها مسببًا رئيسًا لها.
وشدد الطرفان على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات على قطاع غزة، والعمل على خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وأولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر.
واتفق الجانبان المصري والصيني على استمرار التواصل والتنسيق لإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، وفقًا للمحددات الدولية ذات الصلة.
رسالة إلى الرئيس السيسي من نظيره الصيني
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد «وانج يي»، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين الصينيين، بالإضافة إلى سفير الصين بالقاهرة.
وفي تصريحات للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، عقب اللقاء، أوضح أن وزير الخارجية الصيني سلم الرئيس رسالة من الرئيس الصيني «شي جين بينج»، تضمنت التهنئة على إعادة انتخاب الرئيس لفترة رئاسية جديدة، وتأكيد حرص الصين على استمرار تدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتثمين الدور المصري في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
ومن جانبه، وجّه الرئيس الشكر إلى الرئيس الصيني، منوهًا باعتزاز مصر بعلاقاتها مع الصين، التي تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ومؤكدًا استمرار دعم مصر لمبدأ الصين الواحدة، ومواصلة التنسيق المشترك لتعزيز السلم والاستقرار على المستوى الدولي.
وفي ذلك السياق، تناول اللقاء سبل تعزيز أطر التعاون المشترك، حيث جرى تأكيد العزم على استمرار مشروعات التنمية الاقتصادية المشتركة، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار العضوية في تجمع «بريكس»، ومبادرة الحزام والطريق.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع على المستويين الدولي والإقليمي، وبخاصة التصعيد المستمر في المنطقة على خلفية العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أكد الرئيس ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، لحماية المدنيين وإغاثتهم مما يعيشون فيه من أوضاع كارثية، وكذلك نزع فتيل التوتر في المنطقة وتجنب إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي.
وقد اتفق المسؤول الصيني مع الموقف المصري، مثمنًا دور مصر المشهود له عالميًّا على المسارين السياسي والإنساني، وجرى في هذا الإطار استعراض ما فعلته مصر وما تحملته من مسؤولية تاريخية وإنسانية، في التصدي لحشد واستقبال وتجميعالمساعدات الإنسانية من جميع أنحاء العالم، ثم بذل الجهود اللازمة للتغلب على العقبات والتعقيدات أمام إيصال تلك المساعدات -بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي- إلى أهالي غزة، وذلك بالإضافة إلى المساعدات المصرية المقدمة من مصر حكومة وشعبا، والتي تمثل الأغلبية العظمى لما يجري تقديمه من إجمالي المساعدات، مع تأكيد ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في هذا الصدد لإنفاذ المساعدات إلى غزة، اتساقًا مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد كذلك تأكيد موقفي مصر والصين بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، والرفض الكامل والقاطع للنقل الجبري الفردي والجماعي، والتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم. كما جرى الاتفاق على ضرورة معالجة جذور الأزمة من خلال التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.
غزة تواجه الإبادة
في اليوم الـ100 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت طائرات حربية ومدفعية إسرائيلية قصف مناطق متفرقة من القطاع موقعة عددًا من الشهداء والجرحى، بينما قُتل جندي إسرائيلي في اشتباكات جنوبي قطاع غزة.
وأفاد مراسلنا إصابة 9 من الفلسطينيين فجر اليوم، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي الأيام القليلة الماضية، استُشهد عشرات المدنيين في غارات إسرائيلية على رفح.وأفاد مراسلنا وقوع شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف قبيل فجر اليوم منزلًا بمنطقة البركة بدير البلح وسط القطاع.
ومن ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم، مقتل جندي من سلاح الهندسة في معارك مع المقاومة جنوب قطاع غزة.
وكان الاحتلال قد أعلن أمس السبت، مقتل أحد جنوده، وإصابة ضابطين وجندي آخر بجروح خطيرة في معارك مع المقاومة بغزة.
وارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال إلى 523 ضابطا وجنديا بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في حين تقول المقاومة الفلسطينية إن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي أكبر من الرقم المعلن بكثير.