هل بات الصدام بين نتنياهو وبايدن قريبا؟

كتبت/مرثا عزيز
يبدو أن الصدام بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات وشيكا.
وأشارت صحيفة يدعوت أحرونوت في تحليل إلى أن الإدارة الأميركية قلقة بشأن نية إسرائيل إبقاء قواتها في الجزء الشمالي من القطاع، وموقف نتنياهو من دور السلطة الفلسطينية هناك، وملف عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وقال التحليل إن هذه المخاوف، هي نفسها عناصر حملة نتنياهو للبقاء في السلطة.
وفي الأيام الماضية، أثارت واشنطن مسألتين رئيسيتين: الأولى هي ضعف السلطة الفلسطينية والثانية القلق من أن الإسرائيليين سوف يحتفظون بالأراضي في قطاع غزة إلى أجل غير مسمى. وفي كليهما، كانت مواقف إسرائيل المعلنة مخيبة للآمال بالنسبة للأميركيين، بل وكانت في الواقع مدعاة للقلق.
وقال نتنياهو لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالكنيست إن مؤسس إسرائيل ورئيس وزرائها الأول ديفيد بن غوريون، أخطأ عندما خضع للضغوط الأميركية عندما وافق على الانسحاب من سيناء بعد حرب عام 1956 مع مصر. وقال: «لا ينبغي لرئيس الوزراء الذي لا يستطيع تحمل الضغوط الأميركية أن يدخل مكتب رئيس الوزراء»، مما دفع بعض المشاركين إلى الضحك على فكرة أن نتنياهو يقارن نفسه ببن غوريون بهذه الطريقة. وأشاروا إلى سجله في الرفض في مواجهة أي ضغط على الإطلاق.
وبحسب التحليل، فقد أوضحت إسرائيل أنها ليست لديها أي طموحات لضم غزة أو استيطانها، لكنها تنوي الاحتفاظ بقوة عسكرية كبيرة في الجزء الشمالي من القطاع، بعد انتهاء الهجوم البري المكثف، كما قال المسؤولون. وقد تم نقل هذا الشعور إلى الأميركيين إلى جانب النية المعلنة لمنع عودة المدنيين النازحين من تلك المنطقة إلى منازلهم في أعقاب القتال مباشرة.
وقال المسؤولون: «ستكون هذه عملية تدريجية. سنقرر من يعود إلى الشمال ومن لا يعود». وستشهد المرحلة التالية بقاء جيش الدفاع الإسرائيلي في الشمال على مشارف مدينة غزة.كان الأميركيون قلقين أيضًا بشأن العنف المتزايد الذي يرتكبه مستوطنو الضفة الغربية ضد الفلسطينيين. وعلى الرغم من التصاعد الواضح في الأحداث، فقد فشلت الشرطة في تطبيق القانون واعتقال المستوطنين المتورطين في أعمال العنف. وقد ساهم ذلك أيضاً في تفاقم التوتر الذي يهدد إسرائيل من الشرق.
ومن خلال رفض قبول أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب، في تناقض مباشر مع بايدن، ورفض نتنياهو مناقشة استراتيجية إسرائيل بعد الحرب، إلى جانب إعراب حلفائه اليمينيين المتطرفين عن رغبتهم في إنشاء مستوطنات يهودية في القطاع، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وضع نفسه في مسار تصادمي مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتجدر الإشارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 18608 شهداء و50594 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.