اسوشيدبرس: إسرائيل وأميركا تواجهان عزلة متزايدة مع استمرار العدوان على غزة

كتبت/مرثا عزيز
تشهد إسرائيل والولايات المتحدة عزلة متزايدة في الوقت الذي تواجهان فيه دعوات عالمية لوقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك تصويت غير ملزم من المتوقع أن يتم إقراره في الأمم المتحدة في وقت لاحق من الثلاثاء.
وتمضي إسرائيل قُدما في عدوانها على قطاع غزة، والذي تقول إنه قد يستمر لأسابيع أو أشهر.
ودُمر جزء كبير من شمالي غزة، ونزح مئات الآلاف إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة التي تتقلص باستمرار في الجنوب. وانهار نظام الرعاية الصحية وعمليات المساعدات الإنسانية في أجزاء كبيرة من غزة، وحذرت منظمات الإغاثة من المجاعة وانتشار الأمراض بين النازحين في الملاجئ والمخيمات المكتظة.
وفي مؤتمر صحفي مع وكالة أسوشيتد برس، أمس الإثنين، رفض وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، الالتزام بجدول زمني محدد، لكنه أشار إلى أن المرحلة الحالية من القتال البري العنيف والغارات الجوية يمكن أن تستمر لأسابيع وأن المزيد من النشاط العسكري قد يستمر لعدة أشهر.
وأوضح غالانت أن المرحلة التالية ستكون قتالا أقل حدة ضد «جيوب المقاومة» وسيتطلب ذلك من القوات الإسرائيلية العمل بحرية.
فيما قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة إلى أجل غير مسمى.
وقد حشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والدول العربية جزءا كبيرا من المجتمع الدولي خلف الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار، إلا أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد هذه الجهود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي كما أرسلت ذخائر دبابات إلى إسرائيل للسماح لها بمواصلة الهجوم.
وسيكون التصويت غير الملزم على قرار مماثل في الجمعية العامة المقرر إجراؤه اليوم الثلاثاء رمزيا إلى حد كبير.القضاء على حماس
وتقول إسرائيل والولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية، إن أي وقف لإطلاق النار سيجعل حركة حماس باقية في السلطة، حتى في جزء صغير من قطاع غزة المدمر، ما سيعني انتصار الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007.
لكن خبراء كثيرين يعتبرون هذا الهدف «غير واقعي»، مشيرين لقاعدة الدعم العميقة لحماس في غزة والضفة الغربية المحتلة، حيث يرى كثير من الفلسطينيين أن الحركة تقاوم الحكم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ عقود.
وقالت (مجموعة الأزمات الدولية)، وهي مؤسسة بحثية دولية، في تقرير نهاية الأسبوع الماضي «القضاء على حماس، وحتى تدمير قدرتها العسكرية – وهو الهدف الرئيسي لحرب إسرائيل –سيكون مهمة صعبة دون تدمير ما تبقى من غزة».
وزعم وزير جيش الاحتلال أن إسرائيل ألحقت أضرارا جسيمة بحماس، وقتلت نصف قادة كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، ودمرت العديد من الأنفاق، ومراكز القيادة وغير ذلك من المنشآت.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن «حوالي 7000 من مقاتلي حماس – أي ما يقرب من ربع القوة القتالية المقدرة للحركة – قتلوا»، بالإضافة لاعتقال 500 مسلح في غزة الشهر الماضي، وهي ادعاءات لا تستطيع الأسوشيتد برس التحقق منها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل إن 105 من جنوده على الأقل منذ بدء الهجوم البري على غزة.أزمة المدنيين تتفاقم
شنت إسرائيل حملتها العسكرية بعد أن اخترق مقاتلو المقاومة الفلسطينية دفاعاتها، في 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز حوالي 240 آخرين، بحسب الأرقام الإسرائيلية.
وأطلقت حماس سراح أكثر من 100 محتجز لديها، خلال وقف إطلاق النار الشهر الماضي مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا.
أدت الغارات الجوية الإسرائيلية طوال شهرين، إلى جانب الاجتياح البري الشرس، إلى استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي أوضحت أن نحو ثلثي هذه العدد نساء وأطفال.
من المرجح أن يكون العدد الفعلي أكبر من ذلك، حيث لا يزال الآلاف في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
وأعاق انهيار القطاع الصحي في شمال القطاع الجهود المبذولة لاستمرار وزارة الصحة في عملية إحصاء الضحايا.